نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



لا يجرؤ فلسطيني أو عربي على القول أن السيد إسماعيل هنية قائداً غير مناسب لرئاسة الوزراء ، فهو رجل طاهر القلب أبيض الكف عفيف اللسان ، دافىء السريرة، لم يتورط في الفساد ولم يتلوث بإتفاقيات سرية هنا أو هناك . وبكل وضوح إن فلسطين تخسر رجلاً مثل إسماعيل هنية، كان بإمكانه أن يقود الوزارة إلى شواطىء أفضل بكثير مما نعتقد .

هنيــة ، الرجل المتقشف إبن مخيم الشاطىء، مناضل فلسطيني حمل روحه على كفِّه، وعاش سنوات بين الحياة والموت تحت مراقبة الطيران الإسرائيلي، وهو من الذين حملوا الهم العام وبذل الغالي والنفيس لأجل مبادئه التي آمن بها .

ومع ذلك، أنا سعيد أنه سيترك رئاسة الوزراء، ليس لأنه غير مناسب، أو لأن المكان غير مناسب، أو أنه جاء في وقت غير مناسب، بل لأن العالم الرأسمالي الإستعماري لا يناسب رجلاً مثله ، ولان الزعيم الامريكي جورج بوش لا يريده .

وكنت سألت الرفيق أحمد سعدات في سجن أريحا قبل أسبوع من إختطافه حول موضوع مشابه لهذا الموضوع وسألته مباشرة السؤال التالي :
ألا تعتقد يا أبا غسان أن أمثالك لا مكان لهم في هذا العالم ؟؟ وأن المكان الذي تتواجد فيه شخصيات مثلك هو السجن أو قبور الشهداء ؟؟ وتحدثنا عن عبدالله أوجلان وجيفارا وعرفات والرنتيسي وأحمد ياسين وناظم حكمت ونيلسون مانديلا وجميعهم .

وإستناداً الى هذا الفهم، ومع الإحترام لكل شخص سيأتي بعد إسماعيل هنية، أرى أن من واجبنا أن نرفع قبعاتنا إحتراماً لإسماعيل هنية وأن نعترف له بأننا نحبه ولكننا لا نريده الآن، لأننا لا نستطيع (كسلطة) أن نقف في وجه العالم والعالم العربي ، وان نعترف صراحة دون ورب اننا صرخنا حين عضَ الجوع اطفالنا ، واننا تخلّينا عنه حين حاصرت الدبابات مرضانا وطلابنا وتجارنا ، واننا لم نتمكن من نصرته وهو خيارنا ، كما لم نتمكن من حمل مروان البرغوثي وهو الان في زنزانته .

فأعذرنا يا أبا العبد، وسامحنا بقلبك الكبير وإغفر لنا ، ولا تغضب علينا، نحن نحبك ونحتاجك ونريدك، ولكننا نسحب الكرسي من تحتك، لأننا ضعفاء ، لاننا شعب صغير محاصر ، ولأنك أقوى مما نحتمل ، سامحنا ، سامحنا ..

بقلم رئيس تحرير وكالة معا الفلسطينية ناصر اللحام

أخوكم تمــــــــــــــــام