وجه
ــــــــ


الطابور طويل ويشكل ثلاث مسارات. كنت أقف في المسار الأول بينما يقف في المسار الثاني، تقدمنا مع بطئه كان منسجما مما أعطانا فرصة المناقشة؛ المسار الثالث أسرع تأكدت من ذلك وأنا الحظ وجها غاب أسمه يتكرر.
انتقلت للمسار الثالث وتجاوزت صديقي ووقفت أمام النافذة. الموظف يحمل وجها يتكون من قسمين؛ الأول جزء من الوجه الذي تكرر والجزء الثاني بعض معالم وجه الصديق الواقف في المسار الثاني.
سددت القسط التاسع من قرض بنك التسليف العقاري وخرجت. رجل السير بجوار سيارتي اقتربت وجلا، فتحت الباب، أدرت المحرك ابتسم وهو يتجاوزني على ظهره رسم وجه قسم يحمل وجه صديقي وقسم يحمل الوجه المتكرر.&




العجوز
ـــــــــــ


تعمقت في داخلي صورة العجوز الذي كان جالسا أمام باب المسجد يبكي. فتصاعدت الغصة في صدري.
تذكرت أني يومها تجاوزته بدون مبالاة. ركضت عندما تعالت زفراته نحو عربتي وغادرت المكان.
الطرقات مزدحمة وأناس يتحركون أمامي وقد اختفت معالمهم. شيء في ذاتي يتربص بي وعند مدخل المقهى كان اللقاء.
دعوته لمشاركتي مجلسي. أمرت النادل بإحضار شيشة أخرى كنت: أنا. .وكان: أنا.
غمغم النادل وهو يثبت رأس الشيشة بكلمات مبهمة وغادرني. تشعب حديثنا
قال: أغصان المكان إليك
قلت: ماذا
رغم مرارتي . . نهض
ترك الغصة تتصاعد في داخلي. فالعجوز يقف في المكان يطلب صدقة0 يرجو إحسانا انه ذاك الزمن وهذا المكان .&









البديل
ـــــــــ


أخذ يحدق في المارة يتأملهم بإصرار متناه . بينما أصابع يده اليسرى تقوم بنتف شعيرات ذقنه التي لم يحلقها منذ عشرة أيام .
وفي لحظة انجراف لا يدري أحد كيف كان . قفز من مكانه فوق الرصيف إلى أسفلت الطريق العام، لتسحقه عربة شحن أمام عيون الجميع ويتوقف تصوير المشهد ويتكوم المشاهدين .
يتقدم احدهم لمساعدته على النهوض من مكانه. ويرفض اليد الممدودة ويغادر المكان في صمت وخيلاء .&