شعب الجزائر
***
شعر / صبري الصبري
***


شعبُ الجزائر منبع الثوارِ= عبر الزمان وطيلة الأعصارِ
شعبٌ أبيٌّ شامخٌ مستجمعٌ= أسباب قوة وثبة الأخيارِ
منذ احتلال الغاصبين لأرضه= عج الأعادي كلهم بصغارِ
حارت فرنسا واستجارت باللظى= حين استقرت في هوى استعمارِ
ترمي الجزائر بالقنابل ما ثنت= عزما لقوم هاهنا أحرارِ
صدوا العدو ببأسهم وبصبرهم= وبجهدهم في ليلهم ونهارِ
ورموا جحافلهم بنار أحرقت= أوباش (ديجول) بجرف هارِ
ظنت فرنسا جيشها في نزهة= بين المروج ونضرة الأشجارِ
ظنته بين خمائل وجداولٍ= في ماء نهر بالمحاسن جاري
وبأنه بين الجبال صخورها= تحميه من قذف له بالنارِ
ولسوف ينعم بالمقامة هاهنا= في أمن عيش هانئ وقرارِ
فإذا الجزائر كلها برجالها= ونسائها في ثورة الثوارِ
(باديس) يزأر والمشايخ جلها= في زحف شعب الطهر والأطهارِ
و(جميلةٌ) ترمي العدو .. جمالُها= بين الدروب كطلعة الأقمارِ
(بوحريد) أنجبها فكانت ظبية= للعُرْبِ تحمل شعلة الأنوارِ
جرَّت فرنسا خزيها بهزيمة = شابت ملامح وجهها بالقارِ
فقوافل الشهداء تمضي للعلا= بثبات أهل الحق باستبشارِ
لدخول جنات النعيم فيالها= من روضة محمودة الأنهارِ
مليون فَذٍّ بالشهادة نالهم= هذا الجزاء من العزيز الباري
معهم كذلك نصفُهم بمواهب= شتى بروض ناعم ونضارِ
في جنة الفردوس نالوا المشتهى= من فضل ربي المنعم القهارِ
أنعم وأكرم بالذين اُستُشْهِدوا= أحبب بهم في زمرة الأبرارِ
هذي جزائرنا بأسنى رفعة= تحيا بعز شامخ الآثارِ
يحكي لنا التاريخ عنهم ما بدا= للمسلمين بأحسن استبصارِ
هم كنز ذخر للعروبة أينما= وجهت وجه الفخر بالأمصارِ
هم أهلنا مهما تلاعب لاعبٌ= باللهو.. مهما خططوا لبوارِ
سيظل شعب الباذلين دماءهم= شعبا عزيزا راقيا بفخارِ
ينساب في عقد اللآلئ دره= في نظم جيد الخير والإعمارِ
شعب الجزائر للعروبة حصنها= وسلوا فرنسا عن أليم فرارِ
وسلوا (لويسا) تاسعا في مصرنا= بقيود أصفاد بجوف الدارِ
مهما فرنسا حاولت إذلالنا= ستنال خيبة جيشها الغدارِ
فهنا تلقَّت أو هناك هزائما = من أهل دين شريعة الجبارِ
هذي قصيدة شاعر في حبه= أهدى إليكم أصدق الأشعارِ
من مصر جاء بوده لجزائر = عبر الأثير بشوقه المدرارِ
ليقول عنكم بالقصيد مقاله= فيها يقدم باقة الأزهارِ
صلى الإله على النبي وآلهِ= طه الحبيب المجتبى المختارِ !!