بمناسبة ذكرى عودة طابا لمصر

(رسائل حب من طابا 2009 م)

----

عيونُ الصقر !

مهداة لأبطال وشهداء مصر الأبرار

حسن حجازي

----

في شموخٍ

وقفَ كالهرم ,

ورأسهُ نحو العلم ,

بيدٍ من حديد

جسَدت معنى الصمود

لذكرى النصر

والفتحِ المبين ,

بيدٍ حَوَت كلَ عزمٍ

للجدود ,

بيد الفلاحِ البسيط ,

الفصيح

صانعَ التاريخ ,

الودود,

بيد الصانع

سلاحاً لصد ِ العدا

ودفتراً لتلميذٍ نجيب

حافظاً في ضميره

كلَ العهود,

بيدٍ بها حماسُ الجنود

ما زالت تحَفظُ

عهدَ الشهيد ,

لدماءٍ ذكية

طَهَرت الأرض

زادت عن العرِض

وما زالت تزود ,

رفعَ العلم

بعيونٍ قالت

كلَ الكلام :

مصرُ بعدَ اليوم

لا انهزام ,

مصر دوماً

للأمام ,

مصر دوماً

للأمان ,

وكانت عيونهُ كالصقر

عينٌ على القدسِ

وعينٌ للسماءِ

شاكرةً

وأخرى نحو القاهرة

ترنو لأيامٍ قادمة

تبني بلداَ للمحبة

للسلام

طاهرة

تبني مصرَ

الحبيبة

مصر

العامرة !

2009م




-----


رسالة من طابا!


من طابا

لدير سانتِ كاترين ,

من قلعةِ صلاح الدين

للأزهر

للحسين ,

من جزيرةِ الفرعون

لمسجدِ السلطان حسن

وأهل بور سعيد

الطيبين ,

لمصنع أبي زعبل

لمدرسة بحر البقر

لحي الغريب

للأربعين :

نحنُ من مصر

وبمصر

ولمصر

بكلِ الود

بكلِ الحب

وبكل الحنين

أوفياءٌ

على مر

السنين !



-----

الربيعُ يبتسمْ في طابا !



غازلَ الوردُ الياسمين َ

في أحلى نغم ,

وضحكت زهورُ الفرحِ

في حضنِ الجبل ,

وحَلت مواسمُ الضياءِ

ترسُمُ الوصل َ

تنشرُ السحرَ

على أحلى قمم ,

تغازلُ رمالَ سيناء ,

تداعبها ,

تضاحكها,

تلاطفها ,

في حنينٍ و شجن .

نسيمُ البحرِ كم لثمَ

زهورَ الشط

في غزل ,

ونسوا سنينَ َ القهرِ

سنينَ الذل ِ

في أبهى فرح ,


قالت أغاريد ُ الكون :

ما الخبر ؟

رددَ الطيرُ نشواناً :

عادت طابا

لحضن ِ مصر

لحضنِ الأمِ ,

لأغلى وطن !



--------


وأطلَ الربيعُ من طابا !

وردةٌ

تسكبُ الضوء ,

وفُلةٌ

تنشرُ الدفء ,

وفراشةٌ

توقظُ ُ العصافيرَ ,

سمكةٌ ملونة

تتقافز تتراقصُ

مع النسيمَ ,

زرقةُ البحر

في مواكبِ السحر,

في مواسم العبير ,

تملأُ الكونَ سحراً

ووجداً وهمساتٍ

من حنين ,

هلَت مواسمُ الأفراحِ

في مواكبٍ النورٍ ,

مترنمةً بذكرى العبور

عندما قام النسور

برفعِ العلمِ المصري

في جسارةٍ

في شجاعة

في تحدٍ وسرور ,

ليرفرف

ليغرد

ليُكبر

معلناً ميلادَ

فجرٍ جديد

بعودةِ الربيع

إلى طابا !