ما لم تقل ريح الشمال
شعر عماد على قطري
إلى رضوى
إليها في العريش البعيدة


ما أجمل الوطن البعيد
أنت التي رسم الفؤاد جمالها
قمرا على وجه الدروب
ما أجمل الوطن البعيد إذا ...
كنت الوطن
يا رمل سيناء انتبه ..
رضوى هناك على الرمال أمانة
فارفق بها ..
و ادفع عيون المنتمين إلى الوهن
رضوى هناك وعندها شيح العريش
و زهرة القيصوم والماء الشهيد
رضوى هناكْ ..
نبت الجمال ورقة الأزهار
في وادي العريش
هي نغمة الإيناس في عزف المشاعر
إذ تجيش
عينان من موج المساعيد
و رقة من نسمة الفجر الحنون
لا شيء يعبر للجمال سوى الذي
سمحت به رضوى
و أعطت صك حسن للعيون
هي كل ما قال الجمال عن الجمال
و بعض أقوال الرعاهْ
عرج بنا يا صاحبي نحو العريش
فعندها رضوى هناك تقيم عزا في الجباه
عرج بنا ..
عل الفؤاد عن السهاد يغادر الليل
المعربد في الظنون
قالت لنا ريح الشمال عن العيون وكحلها
ما لم يقل موج المساء
عينان ..
ما عين المها ؟
ما قال بشار الحقيقة عن عيونك والحور
" إن العيون الـ ... "
قالت لنا ..
رضوى هناك تزف أسراب القطا نحو الجمال
ترمي على الدرب الأمان
تحكي لكل العابرين إلى المدى
معنى الوطن
رضوى هناك على الرمال أبية
فيروزة الأحلام في زمن الرحيل
يا أيها الوجه الوطن ..
كيف السبيل إلى الديار
و شيخكم ..
شيخ القبيلة يرجم الحب الطهور
" أنت ابن طين "
و الرمال عتيدة
لا تقبل الطين المسافر في الحنين
عيناك دلتا
والرمال تعاند الوجه الغريب
يا شيخ أيكتها الفؤاد هو الفؤاد
و الطين طمي النيل يكسوه البعاد
فلم الدروب إلى العريش عتيدة
و الريح ترفض و البلاد ؟
إني هنا ..
من ألف عام لم أزل أسق الرمال الوجد
في وادي العريش
قالت لنا ريح الشمال تصبرا
و الصبر صبار .. مرار
إني سأصبر ربما
بعد الشروق يغادر الرمل المدار
إني سأصبر ربما ..




القصيدة من ديوان مدن البعاد الجزء الثالث من التغريبة السيناوية