مختلة

استرعت انتباهي منذ دخولها المحطة ..بجمالها الأخاذ .. وهندامها الأنيق .. حتي لفة طرحتها غير عادية ...تكلم نفسها ... ربما تترنم بأغنية .. تمشي بهوادة ..تطوح حقيبة يدها التي تكاد تلمس الأرض
دقائق ووصل القطار ، تعمدت الاقتراب منها ، فجلست في المقعد المقابل ، أتصفح جريدتي وأختلس النظر إلي الجميلة المتكلمة ...لازالت تحاور شخص تتخيله أمامها.

حيرتني تلك الفتاة ذات الملامح الأرستقراطية ....ما الداعي أن تكلم نفسها ..أصل إلي تلك الحالة أحيانا وأنا أوزع راتبي الشهري بين الأكل والسكن والمواصلات والدخان ... ويكون هناك عجز مائة جنيه .
للأثرياء مشاكلهم أيضا .... قلتها لنفسي وأنا أطالع الإعلانات علي جانب الطريق ... قد تكون مرت بصدمة عاطفية أو قصة زواج فاشلة ، أو خسرت ثروتها في البورصة ، أو صودرت أملاك أبيها الباشا ....

غريبة هذه الفتاة .. ترفع أحد طرفي البنطال ...يظهر حذائها الواصل حتى ركبتها..تسدل الطرف الأخر ... تبتسم .. وتتعجب وتتكلم في أن واحد .... حقاً العقل زينة!! .
تذكرت (حُسنيه) قريبة أمي .. بعيونها العسلية ، وبشرتها البيضاء النضرة ..أمي تقول أنها متوكلة...تفكر بعقل طفلة في السابعة رغم أن لها جسم امرأة ناضجة فاتنة .
قطع تفكيري دخول القطار نفق مظلم طويل ..به لمبات خافتة ...قد نكون أسفل النهر ... أو حديقة الحيوان .
.. .. .. ... ... .. .. .. .. .. .. . .. ... . ... .. . .. . ...

سكتت فجأة .. سلت من أذنها سماعة ( بلوتوث) صغيرة.. نحن خارج نطاق الخدمة الآن .
تمت