نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي خيال السؤال وحزن الحال في بلاد الرافدين
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

يقول الشاعر العراقي الراحل الجواهري وهو يحن الى دجلة والفرات بعد فراق طويل

حييت سفحكي عن بعد(ن)فحييني - - - - - يادجلة الخير ياام البساتيني

وظل يحييها بجواهر الشعر عن بعد ويسأل عن حالها الى ان مات في سوريا وهي في دمه وشاء الله ان يحييها بعيدا ويموت عنها بعيدا ويدفن عنها بعيدا دجلة هي صورة الحزن مع توأمها الفرات في بلاد الرافدين لاطريق للبلاد الى بالمرور مع النهرين دجلة والفرات الاتجاه اليهما سهل ولكن الوقوف عليها صعب لاللشئ الالانهما صورة الحزن العميق لبلد ذاق من الحزن الكثير وعانق نخله الالم والمأسي ولووقفنا على نخله من نخيل هذا البلد نسألها عن طعم البلح لقالت اي بلح وانا اقف على ارض الرافدين الاترى مايحدث حولي بعد ان دمرالغزاة كل جميل في بلدي وشوهوا كل بهي من حولي فكيف عن البلح تسألني ان طعم البلح اسى ومذاقه علقم والمرارة هي مايعتصر قلوب هذا الشعب المغلوب على امره فكأني في حواري مع هذه النخلة اتخيل انها صدر قد ضاق من الحزن واحترق من ناره ولاذنب لها الا انها على تراب هذا البلد نبتت ضاق صدري من ذاك الحوار مع تلك النخلة الباسقة حزنا على ارض الرافدين نظرت من حولي الى اين اتجه في هذا البلد الحزين فقررت في خلجات نفسي ان اتجه الى بابل علها افضل حالا من تلك الحزينة وحينما وصلت بابل قرأت في عين المدينة حزنا اشد والله من حزن تلك النخلة فكيف بالحال وانا لم بادرها بالسؤال عن الحال لانني قرأت حالها من كثرة الجحافل العسكرية التي نصبت في تلك المدينة الاثرية العديد من المراكز العسكرية وكأنها تنظرني بعينها والحزين يعتصر قلبها وهي تبدي جلدا على تحمل وجود العدوفي احضانها رغما عن انفها وتقول لكل من مر عليها انظر الى حظارة بابل ماذا حل بها فياويلاه تقطع قلبي حزنا على بابل فخرجت منها وانا ابكي حالها تلك الحظارة التي كان ينحي لها المشرق والمغرب اجلالا واحتراما هكذا تغتال وتصرخ منادية اين الرجال فوابابلاه وقفت الى اين اتجه بعد ان مررت بمعلمين حزينين في بلد العراق العظيم فقررت ان اتجه الى الضفة الشرقية من نهردجلة حيث مدينة سامراء وحين رأيتهاكانت وجها اعياه البكاء واتعبه الحزن وهي تناجيني بلسان حالها وتقول تعرضت الى تدمير اثناء الغزو المغولي وهدمت اسواري وطمست معالمي اثناء الغزو الصفوي وهاانا اذوق المصير نفسه مع الغزو الامريكي البغيض تقطع قلبي الما على سامرا التي لم تكن احسن حالا من جارتها بابل سألتها عن جارتها علها احسن منها حالا فقالت جاراتي لسن افضل مني حالا فجارتي الفلوجة الكل يعلم ماحل بها من مأساة مازلت الى الان تعانيها بسب الفجر وهواسم العملية التي اطلقها الغزاة في اكبر حرب مدن يشنها الغزاة على الفلوجة بعد حرب فيتنام وجارتي الرمادي لم يكن مصيرها احسن حالا مني بل ان العدو كان عادلا بيني وبين الرمادي اذ اذاقنا الويل مرارا وتكرارا وقتل كل جميل من حولنا وشوه كل معالمنا وجارتي تكريت دمرها المغول وعاود الكره الانجليز وجد العهد الامريكان في قتلها وذبحها بعد ايقنت انه لامكان للفرح في هذه الارض وبين هذا الشعب المغلوب على امره فقررت ان اعود ولكن بحزن يهد الجبال وبمأساة تشل الروح .
فيارب ندعوك ان تنصر بلاد الرافدين

سلطان سماح المجلاد
كاتب وناقد وعضو هيئة التدريس بجامعة الجوف