بالأمس فقط ...أعلنت مونيكالوينسكي عفوا هيلاري كلينتون
وزيرة الخاريجية الأمريكية أنه على سوريا الإبتعاد عن إيران
واليوم جاء الرد السوري واضحا وصريحا : زيارة أحمدي نجاد لدمشق ، وزيادة تمتين العلاقات ، بل أعلن الأسد عن تخلي سوريا عن اشتراط التأشيرة عن الرعايا الإيرانيين عند دخولهم التراب السوري ، ودعــم الأسد الصريح للموقف الإيراني في تملكه للتكنولوجيا النووية السلمية
.
وإني لأتساءل هنا ..ماهي الحالة الشعورية التي كانت تتملك السيدة هيلاري عندما صرحت هذا التصريح ؟
هل هو جنون العظمة الذي تمرغه حرب العصابات في أعالي جبال الهملايا والهندكوش وجبال سليمان في أواسط آسيا من قبل الحفاة العراة الأفغان ؟؟
أم هو النشوة بتفكيك العراق الأشم ، بعد حصار طويل أتى على الأخضر واليابس، وبعد حشد الحشود من كل حدب وصوب ؟؟، أم هي غصة الضربة المروعة في الـحادي عشر من ديسمبر ؟؟
إنني أعتقد أن السيدة هيلاري أخطأت مرتين : مرة أمام ضميرها ومرة أمام التاريخ
أما أمام ضميرها : فهي أعرف الناس ، أن الدول مهما بلغت في ضعفها وقلة حيلتها لن تقبل بالإملاءات ، وقد وقع هذا مع الدولة الجارة الصغيرة بنما يوما ، ووقع مع صدام حسين في العراق والزعيم الكوري الشمالي عدة مرات ، وغيرهم الكثير الكثير ... .
ومع التاريخ : لأنها أول من يعلم أن سوريا لما كانت في وجه الإعصار الأمريكي أيام حكم الصقور الدموية بإمرة بوش الإبن ، وقعت على معاهدة الدفاع المشترك مع الجمهورية الإسلامية في ايران .
فلو كانت السيدة هيلاري صادقة مع نفسها وتستقرئ حقائق التاريخ لحظة توجيهها ذاك الخطاب ، لكانت استحت من الكذب على شعبها وكل العالم . لأنها تعلم أن سوريا إنما خرجت من بطش الغطرسة الامريكية إلا بحسن إدارة تحالفاتها وخاصة مع الجانب الإيراني ، فكيف لسوريا التي قوت علاقاتها مع ايران في زمن المحنة ، أن تفكها بالأوامر حسب السيدة هيلاري في زمن المنعة .
إن السيدة هيلاري التي لم تحسن حتى ادارة علاقات زوجها لما كان متربعا على البيت الأبيض وجعلتنا لا ننسى كما نسيت هي ارتباط شرفها وسمعتها مع المتدربة السابقة مونيكا لوينسكي ، تعطي الإنطباع السيىء يوما بعد يوم عــن ادارة أكبر وزارة للخاريجية في العالم .