أصنام القبائل العربية

فكان الذين اتخذوا تلك الأصنام من ولد إسماعيل وغيرهم وسموا بأسمائهم حين فارقوا دين إسماعيل هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر ، اتخذوا سواعا ، فكان لهم برهاط . وكلب بن وبرة من قضاعة ، اتخذوا ودا بدومة الجندل . قال ابن إسحاق : وقال كعب بن مالك الأنصاري

وننسى اللات والعزى وودا

ونسلبها القلائد والشنوفا


قال ابن هشام : وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها إن شاء الله .

قال ابن هشام : وكلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة .

قال ابن إسحاق : وأنعم من طيئ ، وأهل جرش من مذحج اتخذوا يغوث بجرش .

قال ابن هشام : ويقال أنعم . وطيئ بن أدد بن مالك ومالك مذحج بن أدد ويقال طيئ بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ .

قال ابن إسحاق : وخيوان بطن من همدان ، اتخذوا يعوق بأرض همدان من أرض اليمن . قال ابن هشام : وقال مالك بن نمط الهمداني :

يريش الله في الدنيا ويبري

ولا يبري يعوق ولا يريش


وهذا البيت في أبيات له

قال ابن هشام : اسم همدان : أوسلة بن مالك بن زيد بن ربيعة بن أوسلة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ ، ويقال أوسلة بن زيد بن أوسلة بن الخيار . ويقال همدان بن أوسلة بن ربيعة بن مالك بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ .

قال ابن إسحاق : وذو الكلاع من حمير ، اتخذوا نسرا بأرض حمير .

وكان لخولان صنم يقال له عميانس بأرض خولان ، يقسمون له من أنعامهم وحروثهم قسما بينه وبين الله بزعمهم فما دخل في حق عميانس من حق الله تعالى الذي سموه له تركوه له وما دخل في حق الله تعالى من حق عميانس ردوه عليه وهم بطن من خولان ، يقال لهم الأديم وفيهم أنزل الله - تبارك وتعالى - فيما يذكرون وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون [ الأنعام 136 ] .

قال ابن هشام : خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ، ويقال خولان بن عمرو بن مرة بن أدد بن زيد بن مهسع بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ ، ويقال خولان بن عمرو بن سعد العشيرة بن مذحج .

قال ابن إسحاق : وكان لبني ملكان بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر صنم يقال له سعد صخرة بفلاة من أرضهم طويلة فأقبل رجل من بني ملكان بإبل له مؤبلة ليقفها عليه التماس بركته - فيما يزعم - فلما رأته الإبل وكانت مرعية لا تركب وكان يهراق عليه الدماء نفرت منه فذهبت في كل وجه وغضب ربها الملكاني ، فأخذ حجرا فرماه به ثم قال لا بارك الله فيك ، نفرت علي إبلي ، ثم خرج في طلبها حتى جمعها ، فلما اجتمعت له قال

أتينا إلى سعد ليجمع شملنا

فشتتنا سعد فلا نحن من سعد

وهل سعد إلا صخرة بتنوفة

من الأرض لا تدعو لغي ولا رشد


وكان في دوس صنم لعمرو بن حممة الدوسي .

قال ابن هشام : سأذكر حديثه في موضعه إن شاء الله .

ودوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأسد بن الغوث . ويقال : دوس بن عبد الله بن زهران بن الأسد بن الغوث .


--------------------------------------------------------------------------------

وذكر ابن إسحاق أن كلب بن وبرة من قضاعة . وبرة بسكون الباء تقيد في نسخة الشيخ وهي الأنثى من الوبر اتخذوا ودا في دومة الجندل ، ودومة هذه - بضم الدال ذكروا أنها سميت بدومى بني إسماعيل كان نزلها ، ودومة أخرى بضم الدال عند الكوفة ، ودومة - بفتح الدال - أخرى مذكورة في أخبار الردة كذا وجدته للبكري [ في معجم ما استعجم ] مقيدا في أسماء هذه المواضع .

وذكر طيئ بن أدد أو ابن مالك بن أدد على الخلاف ومالك هو مذحج ، وسموا مذحجا بأكمة نزلوا إليها . [ وطي ] من الطاءة وهي بعد الذهاب في الأرض . قاله ابن جني ، ولم يرض قول القتبي إنه أول من طوى المناهل لأن طيئا مهموز وطويت غير مهموز . وذكر جرش في مذحج .

والمعروف أنهم في حمير ، وأن مذحج من كهلان بن سبأ ، ويقال إن الملك كان لكهلان بعد حمير ، وأن ملكه دام ثلاثمائة سنة ثم عاد في بني حمير ، قاله المسعودي .

وذكر الدارقطني أن جرش وحرش بالحاء أخوان وأنهما ابنا عليم بن جناب الكلبي ، فهما قبيلان من كلب - والله أعلم .

وذكر مالك بن نمط الهمداني [ الخارفي ] ، وهو أبو ثور يلقب ذا المشعار وهو من بني خارف ، وقد قيل . إنه من يام بن أصي ، وكلاهما من همدان وقوله

يريش الله في الدنيا ويبري


هو من رشت السهم وبريته ، استعير في النفع والضر . قال سويد :

فرشني طالما قد بريتني

وخير الموالي من يريش ولا يبري


وذكر حديث الملكاني وقوله

فشتتنا سعد فلا نحن من سعد


ويمتنع في العربية دخول لا على الابتداء المعرفة والخبر إلا مع تكرار لا ، مثل أن تقول لا زيد في الدار ولا عمرو ، وذكر سيبويه قولهم لا نولك أن تفعل وقال إنما جاز هذا ; لأن معناه معنى الفعل أي لا ينبغي لك أن تفعل وكذلك ينبغي أن يقال في بيت الملكاني أي لم يقلها على جهة الخبر ، ولكن على قصد التبري منه فكان معنى الكلام فلا نتولى سعدا ، ولا ندين به فهذا المعنى حسن دخول لا على الابتداء كما حسن لا نولك .

وقوله إلا صخرة بتنوفة . التنوفة القفر وجمعها : تنائف بالهمز ووزنها : فعولة ولو كانت تفعلة من النوف وهو الارتفاع لجمعت تناوف ولكنه لا يجوز أن تكون تفعلة إلا أن تحرك الواو بالضم لئلا يشبه بناء الفعل ولو قيل فيها : تنوفة بضم التاء لاحتمل حينئذ أن تكون فعولة أو تفعلة على مثال تنفلة إذ ليس في الأفعال تفعل بالضم وهذا من دقيق علم التصريف .

وأما ملكان بن كنانة فبكسر الميم . قال أبو جعفر بن حبيب النسابة كل شيء في العرب فهو ملكان بكسر الميم ساكن اللام غير ملكان في قضاعة ، وملكان في السكون ، فإنهما بفتح الميم واللام فملكان قضاعة هو ابن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ، وملكان السكون هو ابن عباد بن عياض بن عقبة بن السكون بن أشرس من كندة ، وكذلك قال الهمداني في ملكان بن جرم ، وقال مثل غطفان ،

وقال ابن حبيب مشايخ خزاعة يقولون ملكان بفتح اللام قال أبو الوليد يعني ابن حبيب ملكان بن أفصى بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر ، وذكر أبو علي القالي في أماليه عن أبي بكر بن الأنباري عن أبيه عن أشياخه أن كل ملكان في العرب فهو ملكان بكسر الميم إلا ملكان في جرم بن زبان .

قال المؤلف وابن حبيب النسابة مصروف اسم أبيه ورأيت لابن المغربي قال إنما هو ابن حبيب بفتح الباء غير مجرى ، لأنها أمه وأنكر ذلك عليه غيره وقالوا : هو حبيب بن المحبر معروف غير منكر وإنما ذكرناه هاهنا لما حكينا قوله في ملكان .




يتبع