لأستاذة ندى نحلاوي
هو سؤال واجهته على مدى 32 سنة من طرف كل المتعلمين الذين قدر لي أن ألتقي بهم وأكون مدرسا لهم.
من البديهي أن يعتبر غير المختص،أن مجالات فكرية معينة ، صعبة أو يتعذر تعلمها دون معاناة ،و ينطبق هذا على كل حقول المعرفة بالتأكيد. فهناك من يواجه صعوبات حتى في مجال اختصاصه أحيانا ولا سبيل إلى تجاوزها إلا بمزيد من البحث والتحصيل .
ويبقى مجال الفلسفة من ضمن حقول المعرفة التي صاحبتها هذه الفكرة على مدى العصور ، ولربما أيضا لأن الفلاسفة الأوائل كانوا من الأسياد واعتبروا نشاط العقل حكرا عليهم دون غيرهم وترسخت فكرة خطورة الفكر الفلسفي بحكم نزعتها النقدية ورفضها للدوغمائية والبداهة وبادئ الرأي ....فضلا عن سعيها وراء حقيقة كل الأشياء مما كرس صورة الفيلسوف الرافض لكل ماهو معطى وقائم وجعل الفلسفة معرضة لكل أشكال المراقبة والمحاصرة في كل العصور...
غير أن تطور أساليب التدريس وأشكال المقاربات البيداغوجية جعلتها اليوم مادة دراسية أقرب إلى واقع المتعلمين ولمجتمعاتهم وأكثر استجابة لحاجياتهم ، وبالتالي قابلة للتعلم بشكل أسهل من الماضي . لكن تعلمها رهين في اعتقادي بمدى نجاح المدرس في تحبيبها للمتعلمين ، أليست الفلسفة محبة للحكمة ؟