أربكني جذعُكِ
--------------------
والـَّذين جمعتـُهم به
غرباؤكِ
يسابقون الريحَ
يشربـُهم كاسُ الصَّدى
ويخنقـُُهم عـُنقُ المفرّ

جاءوا
يشاركونكِ خجلَ اللـَّوز
أربكتني وجوهُهم
مقاعدُهم الفارغةُ
والمِصيَدة

خزانتي لئيمة ٌ
كلـَّما فتحتـُها
أربكتني تجاعيدُها
ملامحُها الرصاص
تلوكُ الحلـُمَ تتوعـَّده:

ارمِها في ارتفاع العـُري
وتشكـَّـلْ بزجاجـِكَ
عموداً كي تستند
تعانقـُني أذرعُهُ
وبما يُشبهـُكِ
أتخيـَّلُ الشقوقَ حائطاً
وأتـِّكئ

أربكتني الناصعاتُ في دمي
صوَرُكِ أختبئ بلونِها
أهابـُهُ
ثمَّة قتيلٌ فيهِ
ثمَّة توابيتٌ شيَّعتْ ورداً

يخافُ ثعالبَ الأكفان
وشبابَ قبر ٍعاجزٍ
عن احتضانهِ
صائمُ الغزل

مثخنة ٌبك ِأنا ؟
ليكن...
سأهربُ مدججة ٌبسجنكِ
أصارعُ جسدي:
انتصبْ
انتَ لها....توكـَّـلْ
حيِّ عليها
كُن الفاتحَ ....المتفتـِّحَ
الوقـَّادَ ....المستوقــَد

مثخنة ٌ بكِ
تستميحـُكِ عذراً رعشتي !!
خمسونَ مطرقة ًفوق رأسِها
ارشفي نازفـَها
أعطـِها
عوَّدني كلـُّـُكِ
أن أصبحَ ظلالاً
وعلى مدِّ التكسّر
أثبُ قارعة ً
لم تألفْ نصفـَكِ
وإن كانت على سفرٍ
فعدِّة ٌمن قارعاتٍ أُخـَرْ

شلاَّلـُكِ بأحمرهِ سفـَرٌ
تخثـَّرتْ أشياؤهُ

ترفـَّقي
فحمليَ مُثخنـُك ِوالحرابُ
ومُتـَّسعُ الصَّوت الذي لم يكتملْ
نهارُكِ جائعٌ
طفلـُكِ الشيخ ُ..فارغ ٌإناؤهُ
يتيماك ِمالحٌ ماؤهما
تشققتْ سراويلـُهما
كابرتِ
أعرفكِ ستراً

راوغتِ الأمْْسِـيـَة َ
ورذيلة َ نـُعاسِها
أبقيتــِني المتشبِّعة َ
بما تسكبـُهُ عيناكِ
حين يسهو القمر

دَورةُ الحياة ِ
سيِّدتي
اجمعي
أطرحي الشائبَ
شاكسي طفلـَكِ
مذاقـُكِ رئاتُ الأنبياء
تتنفـَّسُ زعفرانـَه السَّبعُ
ولقيامَتـِها تدَّخرْ