المبحث الثاني
" المتغيرات/ الإقليمية العربية السياسية والعسكرية الاقتصادية"
1- المتغيرات السياسية :-

- يتفق معظم المفكرين السياسيين في العالم العربي على تحديد القضايا السياسية العربية المشتركة في ثلاث اتجاهات تتخلص في / إصلاح النظم السياسية العربية من خلال التعددية السياسية والتحول الديمقراطي , وفي الصراع العربي الإسرائيلي ومكوناته الأيديولوجية ذات البعد القومي العربي والديني الإسلامي ... وثالثاً وأخيراً في منهجية التكامل الإقليمي العربي وإحياء المشروع القومي وإصلاح جامعة الدول العربية , ويقول الدكتور/ محمد السعيد إدريس" أنه من العيث تصور قيام نظام عربي فعال وقوي دون نظم عربية , فاعلة ومن العبث الانطلاق في عملية الإصلاح السياسي والديمقراطي على مستوى تفاعلات النظام العربي ومؤسساته , دون وجود هذا الإصلاح على المستوى الوطني داخل الأقطار العربية " " ولما كانت عملية إصلاح نظم الحكم قد استنفذ سنوات طويلة ولم تحقق المرجو منها فهل يستمر الجمود على ما هو عليه في النظام العربي ومؤسسته الإقليمية – جامعة الدول العربية – في وقت , يواجه فيه النظام العربي تحديات هائلة تستهدف تصفيته لصالح بدائل أخرى بعضها متوسطي وبعضها أوسطي , متحللة من الهوية القومية والحضارية للأمة العربية ؟ والحل الوسط يقول انه مع التسليم بأولوية , الإصلاح على المستوى الوطني القطري فإنه من الممكن أن تتم عمليتا إصلاح في وقت واحد على المستويين الوطني والقومي" , أي أن يتم الإصلاح السياسي في كل قطر على حده مع إصلاح جامعة الدول العربية – ويتحدث الدكتور / طارق البشري في كتابه / " العرب في مواجهة العدوان" عن الاختراق الخارجي للنظام العربي , ويقول " أن الواجب الأساسي الذي قامت الدول من أجل توفيره هو حفظ الأمن للجماعة اتجاه المخاطر – الخارجية واتجاه ما يمكن أن يهدد قوى التماسك الداخلي" . " لقد تعلمنا من دروس التاريخ أن الدولة . أن هزمت في معارك حفظ الأمن الجماعي – أما أن تثبت قدرتها على المقاومة وتتخذ الأساليب المقنعة, بجديتها في استعادة ما أغتصب- وأما أن تذهب ليحل محلها طاقم جديد – وأن وقعت في أيدي الغزاة – آذن ذلك بظهور حركات شعبية تقاوم العدوان وتحل محلها في استرداد ما أغتصب" – كما هو الحال في العراق وفلسطين , ويكمل الدكتور البشري " إننا اليوم نجد السلاح النووي بيد إسرائيل على بعد 200كم من القاهرة , واقل من ذلك عن عواصم/ سوريا والأردن ولبنان" وهي – وهي إسرائيل – دولة عدوانية توسعية – أن لم يكن – الخطر بهددنا منها – فأين الخطر إذن – مع العلم أن هذا الأمر الوحيد الذي اتفق عليه/ " الوفد" و" ناصر", ومن لا يتفق عليه في العالم العربي فهو مفرط في عروبته وإسلاميته" .
- والدكتور " نديم البيطار" في دراسة له –نشرت في العدد 3 من مجلة شئون فلسطينية- عام 1971م - , يقول عن " التسوية السياسية والنهوض العربي" : أن نحن نظرنا إلى القوى والمقاصد التي تحدد ما بين العرب وإسرائيل – نجدها تنفي ولا تسمح بأي تسوية سلميه دائمة – فالمقاصد العربية لا يمكن المساومة عليها أبداُ وبأي شكل كان لأنها ترتبط أساساً بالوجود القومي ذاته , بأن يكون أو لا يكون " . " والمقاصد الصهيونية تتعلق بوجود قومي لا يمكن أن تساوم عليه , ثم أن هذا الوجود الذي تبغيه وتريده- , والذي تركيبتها النفسية والأخلاقية منذ ألفي سنة لا تقتصر على أرض فلسطين بل تمتد إلى أراضي عربية أخرى ..!! وفي ظل هذه المقدمات الفكرية – ولابد وأن ينصب حديثنا عن المتغيرات السياسية المتعلقة أولاً بهذا , الصراع العربي – الإسرائيلي من ثلاث زوايا / فلسطينية وعربية وإسلامية وثانياً/ نبحث في مشكلات النظم السياسية العربية وبالأخص الصراعات العربية – العربية التي أفرد لها الدكتور / أحمد يوسف أحمد – مدير معهد البحوث والدراسات العربية – كتاباً قيماً يمكن الاسترشاد بنتائجها , والاهتداء بها في إصلاح نظم الحكم العربية – وثالثاً/ فإن المتغير الثالث هو النظام الرسمي العربي – المتمثل في جامعة الدول العربية والسعي الحثيث , لتطويرها وإصلاحها بما نجد من آليات التكامل الإقليمي العربي وتحقق في سؤالنا البحثي عن الدولة القائدة للنظام , الرسمي العربي – كوسيلة من وسائل إصلاح نظم الحكم العربية القطرية – برؤية شمولية جماعية توفيقية ...!!!
-