زائرٌ من مدن الغبار
..........
رجلٌ يلوح في الأفق الكئيب
يحمل أكياساً من الذكرى
وأشياءً تُثقل ظهره
وقنديلاً خافتاً من حزنه
اقتربْ
حتى أرى من أيّ شيءٍ هارب
أأنت قدمت من مدن الصقيع
أم من بقايا ممالك الملح
ملامح الصدأ تعلو الوجه
فهل أنت اقترفتها
أم رداءة الزمن
في وقتك المنسيّ
أم تساقط أوراق الخريف لحبك
تكلّمْ
أرسمْ غيومك على الرمال
سقطت منك عناوين الذاكرة
وأجدبت فيك الحقول
اقترب...
خذ جرعة من دفء ناري
أراك ترتجف
أيها الهارب من مدن الغبار
ومن سرايا وقتك المقتول
على خاصرة الوطن
إسترح عندي
والتحف بدمي
وزمانيَ المنثور
على أنقاض مدينتي الثكلى
وحدائقي التي أضحت هشيما
.....
يا سيدي إجلس
أروي لك حكايات السنين
عن دمار كل مدينة
وتبعثر الأحلام
عن تشرّد إخوتي
وخيامهم
على طريقك الممتد
حتى حدود الموت والطاعون
دعني أروي لك
حكايا صبيتي
الذين فقدتهم
وعن جراحي
التي يسكنها الظلام
وعن خفافيش ليل أسود
وعن برد التراب
عن أصدقائي
ومن خان قضيتي
هل أحكي لك عن
أطلسي المغدور
أم عن ارض دجلة والسواد
أم عمّا أصاب غزّتي
والقدس مدينة الأحلام
هل أحكِ لك عن مصر
أم بادية الشآم
يا سيدي
أنا مطعون
أنا مقهور حتى العظم
فاهدأ
واسترح
وإن أردت فنمْ
هذا فراشي لك
وعند الصباح
تقصُّ عليّحكاية بردك ورحلتك
وقصة الحزن
التي عيناك بها نطقتْ
فلملم شعث روحك
واسترح أو نام
يكفيك ما عانيت
من وعث السفر
وحملك الآلام
نمْ يا صاحبي الآن
إيّاك أن تميتك الأحلام
.....
بسام
1/2/2010