الفجر ...أين؟؟؟

وإذا رأيت الفجر في جلبابه=والنور منتظر على أعتابه
وعليه تجتمع المآذن والهدى=ليقوم يفتح ضفتين لبابه
فهناك أسباب ينوء بحملها=دهر وعصبته وراء ثيابه
أرأيته في خلوة منفيَّة=عن نفسه ويعيد طرح حسابه؟
أرأيت، قد حمل الجناية كلها=وعيونه انتحرت على أنصابه؟
أمسى بمنفاه البكاء يذيقه=مر الملام ومن ثقيل عتابه
ويعيد ترسيم البراءة طفلة=بدوية تلهو بحرفِ ثقابه
وسناه عرَّج للمآذن حاسرا=عن وجهه حلما يراه وشى به
صلى وأذَّن للنجوم بأن ترى=بأنامل التسبيح ناي شبابه
فاخلع عليه من السلام تجلَّةً=بيضاء ترفل في حرير ثوابه
واقبض من الأثر الحميمي الندى=تبر السجود مطرزا بخضابه
فلعل أبخرة الحروف لغيمة=تأوي فأسمع ما جرى بغيابه
البحث عنه تكبدت صفحاته=ما ضيعته لقاء حفظ كتابه
وعلى شفير الجور صحوة سره=وقفت وحيرتها بِكُمِّ شهابه
فقدت جهات الاتصال بكوكب=يهذي عليها في ضمير ركابه
ويحي على أمل يموت بغربة=ويعيد قلبا تحت رحمة بابه
*****************=***************
ألقى السؤال على هواجس أفقه=قلقي عليه وما التقى بجوابه
أ تراه في مؤقي يلوذ ولا أرى=إلا الدموع تلوب في أهدابه؟
أم في كروم القلب يقضي نزهة=والروح خاوية على أعنابه؟
الصبح كان صحيفةً لشعوره=والنور أيضا كان من كُتَّابه
ويحي عليه يجف تحت لسانه=شعر ولم يبلغ يمامَ رضابه
وصلت لحد الشعر غيبته وما=حمل اليراع بشارة لإيابه
يسعى لعذر لم تطأه خطيئة=من قبل حتى تستريح لما به
قصر من الشعر الشفيف تقيمه=شمس قواعده هُدى أسبابه
حتى إذا وصل النجوم عنانه=وجدته نهبا للثرى وغرابه
جسر من الصرخات يعثر فوقه=صوت ويرجع موغلا بعذابه
كم بينه والبحر ألقى نورس=همسَ الغروب على ضفاف ربابه؟
وأتى يذوق ملوحة ممجوجة=يخشى عليها من لمى أترابه
كل المصائب ما مضى منها وما=يأتي فلن ترقى لكعب مصابه
فقد الجنونُ جهاتِه وسبيلَه=وحكيمُه أيضا زمامَ صوابِه
ــــــــــــــــــــــــــ
18/1/2010ـ الكويت