مــوسى
عليه الســــــــــلام
{بقية}

بسم الله الرحمان الرحيم

... قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى * فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى...
صدق الله العظيم

في رحابٍ ..
خشعت للحقّ ِ..للإشراق ِ..للنور العظيم.ْ.
سـبـّحت أجنحة الدنيا..
و صغــى موســى ..
و تلقــّى الأمر من رب كريــمْ ..
...إن فرعون طغى في الأرض يرويها الجحيمْ ..
قال يا فرعون, إني مرسَل بالحق و النصح العميمْ ..
إنما الله إلــه واحدٌ..
ينشر الخير على الدرب القويمْ ..
يقبل التوب و يعفو..
وهو بالســر عليـــمْ ..
قال يا موسى أتيت الناس بالأمر العجيبْ ..
ما أرى للخلق غيري من إلــــهْ..
هذه الأنهار تجري..
حولها السهــل الخصيبْ ..
كلها من أنعمي.. يسّـرتـُها..
للعـائـذ الملهوف ِ..
للعبــد المنيـبْ ..
إيهِ يا موسى..
فأين الحجة العصماءُ و الفصل المبينْ ..
فاستوى موسى وألقى بالعصا..
فإذا الحية تسعى ..
و إذا فرعون مغمور الجبينْ ..
قال يا موسى أتيت السحر و الكيدَ المتينْ ..
اسجنوا الساحرَ .. إيتوني بكل الساحرينْ ..
والتقـى موسى بجمع ٍ ..
جرّه للقصر جمْع ُ الحاشرينْ ..
فإذا الحية تعدو..
تلقف ما يأفكونْ ..
فتنادى الساحرونْ ..
قد علمنا السحر لكنْ ..
ما نــراه الحق و الآي المبينْ ..
قال فرعون لحشــدهْ ..
صلـّـبوهم في جذوع النخل صلبًـا ..
واقطعوا الأيدي جزاء الصابئينْ ..
قال جمع المؤمنيـــنْ..
نحمد الله هدانـا..
و بحمد الله نرقــى ناعميــنْ ..
* * *
...وسرى موسى بقومـِـهْ ..
واقتفى فرعونُ ركب السائريـنْ..
وتراءى الحشدُ .. حشد اللآحقينْ ..
قيل يا موسى أُصبنا..
قال ربي قائم بالقسطِ..يهديني اليقينْ ..
فإذا الوحي نــداءْ ..
أدرك البحر و اضرب بالعصـــا..
...وهوى موســـى..
فتهادى الموج يعلو في ابتهاجْ ..
و تنادى القوم هبـــوا للعبورْ ..
فإذا البحر دروب السابقينْ ..
وسعى فرعون يبغي الهاربينْ
فرحت أروقة اليم بالغنم الثمينْ
و نجا الأسباط ُ..
قالوا الحمد للرحمان رب العالمين..
* * *
غـذ ّ موسى السير نحو الطور في قفر سيناءْ ..
إنه الإشراق بالميقات فخر الأنبياءْ ..
قال يا هرون..أخلفني بقومي ..
وتلقى الذكر و الألواح نهل الأتقياءْ ..
ثــم عـــادْ
فإذا القوم تغنوا بالفسادْ ..
سجدوا للعجل دون الله رغم الآي
و النصر المعــادْ ..
قال يا قومي فـُتـنـتم.ْ.
هذه الألواح فيها الخير تهدي للرشادْ ..
إنني العائد للرحمان في ركب المعادْ ..
فأقيموا القسط بالحق و لا تبغوا الفسادْ ..
واستقيموا تهتدوا للنور في يوم التنادْ ..
يا بني يعقوب, هذه التوراة نهج وارتيادْ..
يا بني يعقوب, قد بلـّغت شرع الله هديا للعبادْ

عبدالله المؤدب البدروشي
{من ديواني: مواكب النور}