(هزّة ُ وزّة ْ....!! و عزّة ُ غزّة ْ...؟!)

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الدنيا عيد ...و أفراح ....و رمضان مع السلامة ..راح ....و حسبنا الله ونعم الوكيل .
جلست داخل الميكروباص- و بمفارقاته العجيبة - ففي جانبه اليمين لصق عليه آيات قرآنية وأمثال عن العين و الحسد , و أما جانبه اليسار صور لسافرات تكاد تكنَّ عاريات ... و صاحب الميكرو مزاجه في التزين بالأنوار الحمراء و الخضراء و الصفراء واضح و قد زوّد الميكرو بشاشة LCD مسطحة وصغيرة البوصات ...
وبينما كنت أراقب الجالسين معي ميّزت لهم حركتان :



الحركة الأولى : حركة الرؤوس المتجهة و المتحركة بمرور السيارة على فتاة سبور بلباسها الضيق المفضوح لتكون الرؤوس معها و باتجاهها , و ما أن يتم الاجتياز حتى تعود الرؤوس إلى الحركة التالية...
الحركة الثانية: ارتفاع الرؤوس بزاوية 120 ْ باتجاه الشاشة لمتابعة أحداث كوكتيل هزي يا نواعم..هزي يا شياطين ...كوكتيل أغان ٍ لحليب.. في تفاحة.. في برتقالة و من الشاشة تكاد أن تقفز الوزّة المنتوفة بهزّتها , والعنزة الجربانة المُتـَمَلـِّخة من دوران رأسها...



كنتُ يا قارئ هذه السطور أختلسُ معهم النظر و أستغفر ربي ....ثم أعود لأختلس...
ولكن فجاءة تعرفت على :



الحركة الثالثة: عندما مرَّ الميكرو على جنازةٍ ....الله أكبر جاءت عبرة الموت و أطفأ السائق الشاشة الشيطانية و طأطأت الرؤوس انكساراً للأكف المرفوعة إلى السماء و لكن سروري لم يكتمل فمع سماع كلمة (آمين) للفاتحة عادت الشاشة ..و عادت الرؤوس إلى الوضع المتعوس...



وعدت إلى منزلي منفعلاً ,مكتئباً ,متوتراً, مستنكراً ,و زاد من استنكاري ما تبثه إحدى الإذاعات في تقريرها بأن الوضع في غزة مازال محاصراً و أن التهويد في قدسنا مازال مستمراً و أن الصمت العربي مازال باق ٍ وشامخاً ...فصحت على ولدي صيحة : يا ولد ...الحياة دار ممر ..و خلقنا من العدم و الموت مصيرنا والبعث و النشور ينتظرنا و القبر استراحتنا ليوم حسابنا....فطوبى لمن عمل صالحاً وعاش بكرامته عزيزاً و لرأسه رافعاً و للذل رافضاً ...
تعجب ولدي من هسترة كلامي فالدنيا عيد و المفروض أن أكون سعيد...
و اندهش حين شددته و صحت ُ عليه : هيا بنا دون نقاش إلى المقابر...
وفعلاً مع أول سيارة أجرة(تكسي) كنا في المقابر ,,, و دون أن ننزل من السيارة أشرت من بعيد و قلت له : يا بنيَّ هذه قبور الراقدين من أقاربك (جدك....عمك.....ابن عمتك.....) اقرأ لهم الفاتحة و ترحّم عليهم فليس لدينا من الوقت ...و الدنيا زحمة ...و الموصلات بلا رحمة....!!
وهذا عيدنا و هذه زيارتنا و في العيد القادم سنختصر الزيارة بإرسال الفاتحة كرسائل مشتركة عبر SMS و لجميع موتانا ...وشهدائنا ...و زعماء صمتنا..!!
ثم توجهت بحديثي للسائق : بالله عليك يا أوسطه أليس في إذاعتك أغان ٍ شبابية راقصة تفرحنا و تبهجنا فالدنيا عيد
و خلينا نعيش..
حياتنا كلها تطنيش...
و دقــّي يا مزيكا
L بقلم فادي شعار J
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي