بمناسبة مرور نصف قرن على إنشائه
****
السد العالي
***
شعر :: صبري الصبري
***

يا سَدَّ (مصر) الْمُسْتقرَّ العالي= جَدِّدْ شبابك يا حبيباً غالي
وانهض بـ(مصر) على الدوام فإنها= ترنوك حصنا ذاخر الآمالِ
وصمام أمن للحبيبة مصرنا= أم البلاد عديدة الأحمالِ
أنت الأصيل بك المياه تجمعت= من كل حدب في أحب توالي
وسرت لـ(مصر) بكل وقت بالهنا= حين الغدوِّ وساعة الآصالِ
من فضل ربي قد أفاض عطاءه= جَمَّاً لمصر بمنحة ونوالِ
ذكرى تعود مع اشتياق قلوبنا= للسد قام بهيبة بأعالي
إنا شهدنا نصف قرن قد مضى= فيه استمعنا للزعيم (جمالِ)
إنا سنبني سدنا مهما جرى= من مانعين تداول الأموالِ
فالبنك يرفض منحنا قرضا به= رمنا ارتفاعك في فضاء معالي
فقرار (أمريكا) بحجب تعاون= فورا تسبب في انطلاق رجالِ
بالعزم والإصرار كانوا كلهم= كالأسد جالوا في أعز مجالِ
و(الروس) مدوا عونهم من أجلنا= لبناء سد راسخ كجبالِ
من نصف قرن كان ذلك عندما= كنا بـ(مصر) بوثبة الأبطالِ
حقا بنينا سدنا ببسالة= هلت لنا بجلائل الأعمالِ
غَنَّى الجميع غناءهم بسعادة = لاحت بمصر بأعذب الموالِ
يا (مصر) نيلك قد تجمع ماؤه= خلف البناء الشامخ المتلالي
ببحيرة الآمال ماءٌ غامرٌ= بالخير يملأ شاسع الأميالِ
ومضى زمان كان يُغْرِقُ مصرنا= طوفانُ نيل لازج الأوحالِ
والغرس ينتظر المياه بزحفها= بالصيف تأتي نحونا بزلالِ
والنيل يبعث للفيافي أذرعا= تحضنه حضنا واحدا بدلالِ
الآن يشرب زرعنا بطريقة= مثلى تجلت بالورى كمثالِ
صرنا بحق للبسيطة مَعْلَمَاً= في الخير صرنا مضرب الأمثالِ
فالسد وفَّى بالوعود موفرا = طاقات ماءٍ طيب هطالِ
من ربنا المعبود يمنحنا الندى= سبحانه ذي الجود والإجلالِ
رَيُّ الحياض قد انتهت أيامه= والآن ريٌّ دائمٌ متوالي
وبه استفدنا طاقة وإنارة= للكهرباء بأحسن استرسالِ
ولَّت ليالي ظلمة بسوادها= وأتى النهار مصاحبا لليالي
لكن فرحة خافقي بحبيبنا= منقوصة بهواجس البلبالِ
فالطمي شح بندرة فتصحرت= أرضٌ تلاقي نقمة الإهمالِ
أين الدواء حبستموه بسدكم= يا أهل مصر .. ألا اسمعوا لمقالي
قد كان طميا بلسما بشفائه = للأرض عانت قبضة الأعطالِ
لازلت أنتظر الحلول تأخرت = للسد فيها راحةٌ للبالِ
لابد من حل سريع حاسمٍ = للطمي يمضي نحونا بمنالِ
حَنَّ الشمال إلى الجنوب بطميه= هل تسمعون تشوقا لشمالِ ؟!
نادى بصوت لا يزال مجلجلاً= متسائلا عن طميه بسؤالِ
ويقول إني يا جنوب بلهفتي= للطمي يملأ بالندى أوصالي
وكذا أنادي بالمزيد من الثرى= يغمره ماءٌ منبتٌ لظلالِ
فالأرض في (مصر) الحبيبة كلها= ترجو اخضرارا وارفَ الإظلالِ
هيا نعامل سدنا بوسائلٍ = مثلى ليخدم قادم الأجيالِ
ويفيض بالماء الزلال بقدرة= لله يمنحنا الرحيق الحالي
سبحان ربي ذي الجلال أنالنا= في مصر ماءً مخرجا لغلالِ
من رزق رب العالمين لمصرنا = شكرا لربي الواحد المتعالِ
من نصف قرن كان موعدنا به= حقا بنينا سد مصر العالي
فله قصيدي بالتهاني قد شدا= شعرا يسجّل هاهنا أقوالي
فأنا أحبك يا حبيبة مهجتي= يا مصر يا روضا زها بجمالِ
صلى الإله على النبي المجتبى= طه الحبيب المصطفى والآلِ !!