ما بال نيلك سيدي يشكو كثيرا
تحت وطأة زيفهم.. زيف انتظار
والسندباد أضاع خارطة البلاد
فدار حول الوجد من زيف الدوار
يا أيها النيل المعربد في دمى
من ذا الذي سرق الضياء
وعاقر الأرض الأبية في الدجى
عز النهار
من ذا الذي خدع الهوى
رسم الغواية وارتمى في الظل
ـ تحت عيوننا ـ
ألقى وراء الكل آنية الفخار
يا سيدي إردب مصر مطفف
والكيل مستوف إذا باعوا الصغار
والغاز يمضي للعدا بخساً
وهل نعطي العدا أقواتنا
ياللشنار!!
أنت الذي علمتنا
مازلت فجراً مسفراً كسر القيود
رفضت أقبية المرار
هل ترتمي يا أيها الرحال
خلف سدودهم
ترضى بسوط الجوع
يلهب بطنك المبقور
من خلف الستار
أتخون تاريخ البلاد وترتضي
زبدا عقيما يرتمي تحت الفنار
أتخون مصر وترتضي حكم الغباء
وأرضنا تأبى البلادة والصغار
أنسيت ثورة جدكم ونضالنا
فرضيت ذلا يختفي تحت العوار
إقرأ تواريخ البلاد ومجدها
قاوم مغولا واليهود مع التتار
أنت الأبي وصخرة ماتت على جنباتها
شمس العدا
أنت انتصار
إن خنت أرضك تزدريك
فكن لها نعم الحبيب مدافعا عن عرض دار
ما بال قلبك ينحني والعهد كان وضاءة
تحمي الجميع من الصغار
هل كنت تدري سيدي
أن البلاد تفاوتت
يوم استبدت دمعة
خوفا على قلب الصغار
أن دربا ليس قلبك لن يكون لك القرار
لا صوت آت في المدى
أوغيمة أو ظل توت
يرتمي وسط النهار
الصمت.. قل هو ساكن في عمق قلبك
في الحشا.. في الطين ينظر حسرة
لورود نيل أسدلت ستر انتصار
تعب أنا والجرح ينزف
والبلاد ونيلها والشط والرمل العنيد
وسكة تمضي بنا نحو القفار
الشعب يغفو في الطوابير التي قد سودت
وجها لأم هدها جوع الصغار
ما بالكم يا سيدي بالت جحافل حقدهم
في نيلكم ؟ أرضيت عار؟
ياطينة خضراء في طول البلاد وعرضها
ماذا دهى خصب البلاد وقوتها..
أين القرار..؟
ما بالها دلتا البلاد تبلدت
فتبدلت .. ماعاد زهر أو ثمار
أنجوع في مصر الحبيبة
والمياه وطيننا
ورجالنا .. ماذا يفيد الصبر
أو يجدي انتظار
وعزيز مصر وحزبه
قدوا قميص الشعب من قُبل ومن دُبر
بل وفي عز النهار
هم يصنعون دعاية
بل يزرعون حكاية
عن قوة .. محض اجترار
وهم الكبار وثلة ودعاية
لا تلتفت نحو الدعاية بانبهار
يا سيدي ذهب العزيز مزيف
وعصاه سوس غالها
حق انهيار
إني سأفدي عزتي
والدين حق.. دعوة
رفض الخنوع أو البوار
والظلم يأباه الإله وشرعة
فارفض هوانك وانتفض رغم الحصار
إلزم حنينك والبلاد وطينها
ودموع أم هالها جوع ونار
هل زرت يا قلب المحلة وارتوى
شريان طينك من ضجيج النول
أوسيل الغبار
ما بالنا نرضى الدنية نرتضي ذل الجباه
وأصلنا نيل انتصار
لا ترتضي زيف المحبة واهما
والقلب يرفل في الأذى يرضى القفار
هل صار خدك سكة لنعالهم
أنت الأبي فآذهم واعص الكبار
إني هنا يا سيدي
إني أتوق قيامة
إني أضحي سيدي
وسأرتضي نار الفداء وضربة وهراوة
ودماء وجد وانتصار
ما عاد عندي سيدي أي اختيار
إني سأحمل رايتي..
كفني إذا حمي الوطيس
وبعض ماء من مياه النيل
أو تمر قليل..
ريح فردوس.. َصبا
وأدور في فلك الأحبة أفدهم..
أفدي القرار
إني سأحمل فوق صهوات النبؤة خافقي
دمع المساكين المؤرق والهوى
دعوات أم شفها طين البلاد
وشوقها للغائبين وراء أسوار المرار
إني هنا يا سيدي..
صفصافة في طينة الأرض التي تبقى لنا
دمع المساكين اشتهوا
بعض الأمان وخبز عز والمواجيد الكبار
إني هنا..
ما عاد يملأ ناظري غير العساكر
والهراوات الغليظة واللصوص
وجوع طفل والبوار
ما عاد يملأ ناظريّ سوى الذي
شاءت إرادة ظلمهم..
أن يملأ الفقر الجوار
ما عدت طفلك إذ يخاف من العفاريت الكبار
وظلمة في سجنهم أو طلق نار
يا مصر غابت شمسك الطين
التي سطعت قليلا
ثم تاهت في المدار
إني هنا طين وخصب فائر
تاريخ حب للبلاد
وحارس يحمي النهار
خــاتـمــة:
من سيدي يحنو على طين البلاد وناسها
والطير في فلك الخماص
أنت الذي يجرى أبيا في العروق
فما لها ثلمت فؤوسك في دماص*
حتى الشقارف أصبحت صينية
لم تعتد الموت الشريف أو القصاص
هي كلمة..
ولربما هب الجميع وراءها
عبيء سلاحك سيدي
ودمى الرصاص
النصر آت سيدي خلف التخوم
وفجرنا آت أبيا لا مناص.
______________
* دماص : بلدة في دلتا مصر قرب ميت غمر تشتهر بصناعة الفؤوس