الحداثيون ... يهذون



إخواني الأعزاء ... أخواتي العزيزات
إن الحداثيين هم طيف من الألوان يبدأ من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار
منهم المتشددين جداً لفكرهم الخرب المعادي لدين الله المقاوم للفضيلة في كل مكان والمنادي بالإباحية
والتبذل بحيث يجاهرون بذلك العداء دونما خجل ولااستحياء
يعلنون على الملأ تخلف ديننا الحنيف وتبرأهم منه وهو ـ دين الله الإسلام الراقي ـ هو الذي منهم براء
ومنهم من في أقصى اليسار من يتخفى وراء ثوب الأدب ليطعن الفضيلة في ظهرها ويدس السم في العسل والذي قد لايلاحظه الكثيرون بل قد يخفى ذلك الأمر على من لديهم وعي وثقافة لأن رؤية السم في العسل لايستطيعه إلا خبير
وهم من جبنهم لايستطيعون المواجهة فيعلنوا عن فكرهم الخرب الذي يؤمنون به ولذلك يتخفوا وراء المعسول من العبارات الأدبية التي غالباً ماتتخذ شكل " هذيان " , " خربشات " وغيرها من العناوين المبهمة التي يريدوا أن تنتفي معها مسئوليتهم عما يكتبون أمام القارئ حتى إذا وقفوا للمسائلة قالوا إنها مجرد هذيانات وخواطر وخربشات ولذلك تجد معظم كتابات الحداثيين في الجانب الأدبي على تلك الشاكلة رغبة منهم في الإفلات من المسائلة والتقييم الصحيح للنص

وهنا سوف أضع هذا المتصفح لطرح بعض كتابات الحداثيين من خربشاتهم وهذياناتهم وخواطرهم التي يدس فيها السم في العسل ويحاربون فيها رعاة الفضيلة ويدعون فيها إلى التحلل والتفسخ والابتذال
ونبدأ من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين
ومع أن اليساريين منهم هم يعتبرون من الرقي بمكان في نظر غيرهم حيث أنهم لايواجهون الإسلام ولايحابونه علانية إلا أنهم يعتبروا من أخطرهم حيث أن تخفيهم وراء ثوب الأدب والإبداع يلبس على الكثير من الناس فينخدعوا في كتاباتهم الخطيرة والتي هي سائرة على منهج : " لاتقربوا الصلاة " وفقط
وقناعة مني بخطورة ذلك الصنف من طيف الحداثيين سأبدأ بطرح بعضاً من تلك الكتابات الخرقاء
والتي يسعى بها كاتبوها إلى هدم الفضيلة والتلبيس على الناس
ونصنا اليوم الذي أبدأ به بعنوان " هذيان " وهو كذلك بحق

يدعي فيه كاتبه أنه قد تألم من أفعال من يدعون أنهم يدعون إلى الفضيلة ويحضون عليها وتصرفاتهم السيئة معه وهو في الحقيقة يريد أن يجعل الناس تعزف عن الاستماع إلى أهل الفضيلة والسير على نصائحهم ورشدهم ( دس السم في العسل ) ولسوف أركز على فقرة واحدة فقط في ذلك الهذيان أميزها باللون الأحمر وأترك لكم أن تختلفوا معي أو تتفقوا ولسوف أدلل هنا على صحة قولي في تلك الفقرة التي ميزتها وأرى أن كاتب الهذيان هذا يريد من ورائها بغض الناس لرعاة الفضيلة والداعين إليها لاشك عندي في ذلك ولاأدعي هنا أنني الخبير الذي يستطيع تمييز وجود السم في العسل بل هي الذائقة الأدبية والحاسة التي يتميز بها كل باحث عن المرامي الخفية وراء الكلمات المنمقة المعسولة :

" هذيان "



( هذه المرة سيقود النص خطاي إذ أنني تقريبا تائه كمن فقد البصر و البصيرة
سيقودني دليلي القلم الغاضب كي أصل إلى مدن منسية ، أقرع بواباتها المقفلة، يفتح لي خزنتها، هناك أجد عالما من طهر و نقاء ، عالماً من خير و ضوء
حيث هناك لا أجد ذئبا بلبوس بني البشر و حقد يتنامى تجاه الآخرين
في هذه المدن المنسية ليس هناك ملائكة أيضا
فقط هناك إنسانية
حيث أنا ، وأنت ، وهو ، وهي ، وهم ، كلنا أحباء وأصدقاء بلا ضغينة نفرش للحب بساطاً ونلتحف ثوبه الوردي
حيث كل قانع بعيشه ، برغيفه ، بحريته
حيث لا يرمي أحدهم في وجهك قنبلة موقوتة مغلفة بورق السوليفان أو في طاقة زهر يتوارى خنجر مسموم


حيث لا ألقى من نصب نفسه حامياً على القيم و المبادئ ...حارساً للأخلاق و هو لا يستطيع إخراج نفسه من مستنقع الخطيئة و الإثم
حيث لا يستطيع هذا الدعي أن يزعم الخوف على المصلحة العامة و هو لا يفقه في الحياة سوى مصلحته الخاصة
يدعي الجمال و الذكاء و الفضيلة و هو أقبح من ضبع ، و أغبى من أرنب ، و أدنس من بغي..


قادني النص هذه المرة إلى حيث لا أريد...فلأعد لرشدي و أريه طريق العودة فلربما كانت في نهاية طريقه مقصلة تنتظر أن تحتز رأسي و تزهق روحي...لربما كان هناك في آخر الدرب سجناً يكتنفني و لربما ..لربما
لربما كان هناك ذاك الضوء الذي أثق بوجوده و لكني لا أراه ...ربما )



هذا الكاتب أتفق معه في ثلاثة أشياء لاغير

& أن ماقاله هو بالفعل ماسماه هذياناً فقد أحسن في اختيار العنوان لما يقول فلا يخرج ماقاله عن كونه هذياناً

& أنه صدق حين قال عن نفسه أنه أعمى البصر والبصيرة فهو بالفعل كذلك

& أنني أدعو الله كما تمنى هو في آخر هذيانه أن يهديه المولى عز وجل إذا طلب من الله ذلك واقتضت مشيئة الله أن يهديه


هنا إخواني الأكارم هل أريكم السم الذي قام بدسه في العسل ؟

فلتعيدوا معي قراءة تلك العبارة الواضحة المعنى والتي لاتحتمل في فهمها التأويل :

( يدعي الجمال و الذكاء و الفضيلة و هو أقبح من ضبع ، و أغبى من أرنب ، و أدنس من بغي.. )

أرأيتم كيف وصف بقصد الدعاة إلى الفضيلة حتى ولو كانوا أدعياء وليس دعاةً حقيقيون ؟ !

إن الإسلام إخواني يؤكد على نقاء المجتمع من خارجه فلا يجب علي أن آتي أنا لأهدم معاني مثل الدعوة إلى الفضيلة بحجة أن أحدهم خدعني وتصنع أنه يدعو إلى الفضيلة وهو ليس كذلك
فكل طائفة من البشر فيها الخير والسيء وفيها الأصيل والدعي
وهل كل من يدعون إلى الفضيلة أدعياء وأقبح من ضبع وأغبى من أرنب وأدنس من بغي ؟
وكيف له أن يكون أغبى من أرنب وهو ماكر خداع يدعو إلى الفضيلة وهو ليس كذلك ؟ ماهذا التناقض والهذيان ؟ وهل اشتهر لدى العرب أنهم يستخدمون الأرنب ذلك الأليف للدلالة به عن الغباء ؟
وهل يصل بمن ادعى أنه يدعو إلى الفضيلة وهو يقوم في الظاهر بالدعوة إليها أمام الناس ولكن باطنه يخالف ظاهره أن يكون أدنس من عاهرة بغي تأكل بثدييها ؟
هل نحن ندعو هنا إلى تشجيع وتحفيز من يدعون إلى الفضيلة ونستحثهم على ذلك حتى ولو كان منهم أدعياء يخالف باطنهم ظاهرهم ؟ أم أننا هنا نعادي الفضيلة ونضربها ومن يدعون لها في مقتل من أسفل الحزام ؟
هذا الأسلوب إخواني هو أسلوب دارج مميز للحداثيين من يسار طيفهم ولايستخدمونه إلا لمرامي حاقدة منها جبنهم عن المواجهة والتي يعلمون تماماً خسارتهم لها قبل أن يدخلوها وقد خسروها مراراً
ومنها معرفتهم التامة بخطورة الأدب واستخدام مثل تلك الهذيانات وتقبل الناس لها وتشربهم بما جاء فيها حتى يخرج الكاتب من هذيانه وقد ةدمر عقولاً كانت سليمة وألب على الفضيلة ورعاتها قلوباً كانت متعاطفة معهم ومساندة

هذه هي المآرب الحقيقية من وراء مثل هكذا نصوص هذيانات وخربشات حتى يتلوى الكاتب كما يتلوى الثعبان عندما تريد الإمساك به ومسائلته على ماكتب ويكتب .
وهناك ملاحظة أذكرها هنا أنني قد قمت بإجراء بعض التصحيحات الإملائية على ذلك النص قبل أن أضعه هنا فالحداثيون قد لايعبأون بذلك الجانب الهام عندهم هو إيصال الفكرة المسمومة للبسطاء من الناس أو خداع المثقفين ومن لديهم وعي منهم بالمهارة الأدبية واستخدام الأساليب البلاغية

أنتظر آراءكم وتعليقاتكم وسوف نستمر بعون الله هنا في طرح مثل تلك النصوص وتوضيح مافيها من غثاء وخطورة حتى ينتبه الغافل ويصحو النائم ويفيق النعسان ويدرك الحقيقة من وراء كتابة تلك الكتابات .
تقبلوا تحياتي وتقديري
إسماعيل إبراهيم