أَناجي الطيف..


أَناجي الطيف إِن عزَّ اللقاءُ= وفي الأَحلام للولهى عزاءُ
وأَكتمُ حسرة تكوي فؤَادي= ولايُطفي لهيبَ القلبُ ماءُ
سنونُ العمر كرَّتْ لستُ أَدري= يمرُّ الصيفُ يتلوهُ الشتاءُ
وذكراها بقلبي ليسَ يخبُو= ولا يُرجى لنسيانٍ دواءُ
أَأَنساها ونبضُ القلبِ منها= ومَرآها لعينيَّ الجلاءُ؟
أَأَنساها؟وكيفَ؟وهلْ؟أَيمكنْ؟= وفيها قد تجلى الكبرياءُ؟
أَتُنْسى عزَّةُ النفسِ؟أَتنسى= شمائلها الحميدةُ والإِباءُ؟
مقولَتُها تصرفها أَينسى؟= وحكمتُها كذلك والذكاءُ؟
ومشيتها بقصدٍ إِنْ تمشتْ= فلا غنجٌ يعيبُ ولاالتواءُ
ولونُ الخدِّ خضَّبهُ احمرارٌ= إِذا مالطرفُ أَغضاهُ الحياءُ
إِذا صَمتتْ فتبيانٌّ بليغٌ= وإِنْ نطقتْ فحكمٌ أَو قضاءُ
كفى ياقلبُ لاتحزنْ عليها= فإِنْ تحزنْ وإِنْ تفرحْ سواءُ
كفى ياقلبُ ذلاً في هواها= أسيرُ القلبِ ليس له فداءُ
كفى ياقلبُ إَرقَّ ولاترِقَّن= فرقُّ القلبُ لازمهُ الشَقاءُ
فإِنْ وصلت فخوف الهجر يضني= وإِنْ هجرتْ فنارٌ واكتواءُ
سَبتك بحبها فغدوتَ عبداً= وكم حرٍّ تعبِّده النساءُ
فعنترُ إِنْ نجا من حبِّ عمٍّ= فما من رقِّ عبلتهِ نجاءُ
ولولا حبِّ ليلى كان قيسٌ= زعيم القوم ليس له كفاءُ
ولكنْ مسَّه منها جنونٌ= فهان العزُّ وانحط العلاءُ
أُريدُ الحبَّ يرفعني مقاماً= أُداني الشمسَ تحسدني السماءُ
أُريد الحبَّ يمنحني خلوداً= فحبُّ الأَرض يعروهُ الفناءُ
أُريد الحب يدخلني جناناً= وحورُ العينِ يُفرِحُها اللقاءُ
أُريد الحبَّ حبَّ الله يجري= بقلبي مثلما تجري الدماءُ
لأَروي منه تجفافاً قديماً= وشقَّقَه على البعدِ الجفاءُ
أَلا ياربُّ قد حولتُ رحلي= فقد أَضرى بترحالي العناءُ
سطتُ الكفَّ أَضرعُ في دعائي= وغفرانُ الذنوبِ لهُ دعاءُ
فهل ياربُّ تغفرُ لي ذنوبي= وهل من حرِّ نارك لي وقاءُ
وهل أَحظى من المختار كأْساً= إِذا وردتْ الى الحوضِ الظماءُ
فإِنْ عنِّي إِلهي أَنت ترضى= فكلِّي للذي ترضى رضاءُ
وإِنْ لم ترضَ لايرضي رضاءٌ= ولاجاهٌ سيرضي أَوْ ثراءُ