الهُدَى مَذهبي

تشيَّعتُ في حبٍّ تراه المذاهب=برفضي النوى نصفي البعيد يقارب
بطوفان فوضى داهم القيل توبتي=وبيني وما لاقيتُ حالتْ نوائب
أمارس جرحا بالوكالة عن دم=صدوق به إخوان يوسف طالبوا
إلى أي جرف أرتجي منه عصمة=أشدُّ نجاةً، حولَها الموتُ سائب؟؟
أظن بها حسنَ الذهولِ تعيده=لبالٍ طريح السهو ، والسهد ضارب
فآوي لخوفي بعدما هرَّب الصَّدى=سؤالا له من غلمةِ الهمسِ قالبُ
لماذا تسوِّلتُ النجومَ تقيَّة=وقد كاشفت درويش عشقي الحواجب؟
تثير انتباه البحر أمواجُ حسرتي=وتجثو على أشلائهن المراكبُ
*******************=*****************
لإيلاف حبِّي رحلةُ الصيفِ ساحلت=فؤادا أذاقته الفراغَ النواصبُ
لقدْ ناهز الدمع الفقيه بآهتي=فتاوى ولم تكفرْ بدربي الحقائبُ
بها رمقي الرِّيفي يذوي غواية=وتوغل في عمق الضمير المناقب
وبيني وكأسي جرعة الهمِّ تنجلي=لتبدأ حانات الغرام تشاغب
وعشت أواسيني بيعقوب كلما=أشاح فَمَا تاهتْ بعذري المشاجب
وبين الهدى والروح إسكندر الهوى=يساوي لئلا يهدم الحبَّ ناقبٌ
بصيص غدي في آخر السهد ينزوي=ولمَّا يَجِدْ عينيَ فيه التثاؤبُ
فأخشى على خديك تجنح نظرتي=ولم تعترف أني لعينيك غاصب
إلى ملتقى القلبين والوعد هادئ=أتابعني حينا وحينا أراقب
غدي مُوسويُّ البحر والخضر مهتدى=به ناظري والقلب لليتم قارب
أََمِنْ تحت أنقاض السهادِ تَلمُّنِي=أحاديث صرعى فوقها الحلمُ شاحبُ؟
نصابي من الآلام عشرون مبضعا=وجرحي همومي والعناءَ يداعبُ
ومن بدعة التهديد بالصمت أجهزتْ=على حمرة العذر الشفيف الرغائب
فكم يستتاب الثغر من بعد حِنثه=بخضرة روح قد رعاها التقارب؟
****************=****************
أسافر لا جنبي خيالي، وفطنتي=بظلي الذي مازال جنبي تطالب
بسطرين من حُمُّى اليراع قرأتُني=بلون معاناة السحاب أُخَاطَبُ
وأحجمت عني غصَّةً، لا أريدني=وحيدا وعجزي من شفا الحيف غاضب
فأعلنت أني للهدى متشيِّعٌ=ولو أهدرتني للكلام الأقارب
فكوني لتشريعي الحريري قبلة=فإن هدى الأسلاف وجدي يراقب
لأقرأ في إنجيل عينيك نخلة=وحارسها من غَيْرة الليل حاجب
بأفيائها أسقطت عني ولايتي=لترعى فلول الطفل بالعشق كاعب
تخثرت الأحلام في قاع غربتي= وقد عزَّ صَفْوٌ والخطايا تكالبُ.!!!
وشيبي بريعان المعاناة موغل=ولا ترتجي منه الغيابَ الذوائب
فيندس نصفي تحت عيني ضيافتي=بمتكئ قد جانبته المتاعب
ومن طهر آل البكر تغنيه شعلة=عن السير في وديانه القلب ضارب
فلا يصطلي منه الطوى ماءَ سيره=فتعدو إليه بالقَبُولِ المشارب
ومن قبس الهدي الموافق رحلتي=تداعت إلى عيني قراري المضاربُ
قليل من النفي الذي مس لهفتي=تساويه بالصمت المريح العواقب
ويغضي لسان الدفء عني خطيئة=فتحنث بالعفو الرقيق الشوائب
وباتت على أكتاف وجدي قصيدة=لها الغرب شمس والشروق المغارب
فأرسلت في إثر المدائح بردة=فعادت توشيها الأناملَ كاعب
تحريت إذعان الكروم لصحوتي=وكانت بسكر تعتليها الثعالب.
تركت حقول اليأس تجتر غيمة=بأضلاعها شوك وبالشوك جانب
تبوء بقنديلي زوايا عصية=وما زال آناء الظلام يغالب
دمي صابئي الوكز كيف أقيمه=على صدر ثأر لم تطأه الكواكب
قطيع ذنوبي سمَّنتها جنايتي=علي/ك، وراعيها به التيه راغب
ولم يقتبس من سامريِّ خياله=خطىً عاجلتها بالمساس الغياهب
أنا كاظمي الحب مهدية الرؤى=بناني وكفي لم تخنها المطالب
بآل الهدى آنست قلبا مؤهلا=لحبٍّ يعانيه الجنونُ المناسبُ
لي العترة الخضراء روح وهديها=سبيلي إلى بيت له الطهر صاحب
ولست إلى أي البيوت مهاجرا=ولكن لأسماهن تجري المراكب
له الطرف الأعلى من الجود، والندى=له خادم والأصل للفرع جاذب
وما كنت قاب الذود عن حوض ردة=تؤهلها للخائضين الركائب
على خجل تمشي ورائي قصيدتي=فتطعن بالحبر البريء الكواعب
تلقيت من جَدِّي الحسينِ صحيفة=بنور معانيها تدور المذاهب


الكويت:5/12/2009