كلب الزقاق ،، للشاعر : عبد الرحيم محمود
(( قصيدة قصصية ))

نخل العراق بريء منك والرطب=يا من بأخلاقه قد ورّق الكذب
ودجلة الحب خجلان بفعلته=وصار مــُرّا به الرمان والعنب
وأنكرته سما بغداد وابتعدت=عنه النجوم وغار الغيث والسحب
فمنكر الخير لا بغداد تقبله=ولا الرصافة ترضاه ولا العرب
ولا الرماديّ تاج العز كللها=ترضاه ابنا فقد أغرى به الهرب
فلوجة العز ما هانت ضفائرها=يوما لـــوغد ، ولو أبناؤها صلبوا
تبرأت منه وغدا لا أمان له=والكرخ تلفظه ، من حمقه السبب
فرخ الأفاعي بثلج كاد يهلكه=بردا وأضحت به العينان تنتحب
أخذته وبدفء الحب دثره=قلبي وصحبي لإشفاقي به عجبوا
من دفء عاطفتي نحو المليء أذى=تسري دماه وفيها السم يضطرب
قالوا : ستندم يوما عند لا ندم=يفيد صاحبه أو ينفع العتب
تغذو من السم في أنيابه خلق=والغدر فيه أصيل ليس يجتلب !!
فقلت : بالخير والمعروف أجبله=وسوف ينمو به الأخلاق والأدب
ويعرف الفرخ أني كنت منه أبا=والطفل ينمو كما يغذوه منه أب
أسقيته الشهد معجونا كما وصفوا=بالسمن حرا من الأبقار يحتلب
فشب والعين ترعاه وتحرسه=حتى استوى واستقام الناب والعصب
وصار ينظر في المرآة يعجبه=طول ولون وأنياب بها العطب
فقال في نفسه سمي أجربه=إلا بمن قد حباني الدفء يلتهب ؟؟
فجاء في الليل قربي قلت هلا=فعض ساقي ، وجحرا راح ينسرب
هذا جزاء الذي يعطي مودته=لفرخ أفعى ، بشر سوف ينقلب
قالوا قديما إذا ما كنت ذا شرف= إن كان أفعى ، يــُدّقُ الرأس والذنب
يا منكر الخير حسبي فيك منتقم=وهو الذي فوق ما أعطاك يستلب
والله أسأل أن تأتيك جائحة=تلهيك عني وتكوي قلبك الكرب
وتسأل الناس : أين الدرب قد عميت=عيناك همـّـا وتأتي حولك النوب
كلب الزقاق وهل كلب الزقاق سوى=شر كبير إذا ما عضك الكـَلـِب
يا أسفل الخلق لا أعطيت عافية=رددت خيري بسوء منك ، يا ذنب!!
لو ألصق النعل يوما قرب جبهته=لصاح يا ناس غوثا غالني الجرب !!
أو ألقي النعل يوما صوب سحنته=لمات خوفا لذقن بات يقترب
شبه الخنازير إن ماسسته نجست=وأصبح الغسل إن لامسته يجب
مثل الظرابين ريحا بئس عشرته=وجحرُ ضب عميق ٌضيقٌ خربُ
ومشبه شنطف كراعة نكهت=ذفراء نكهاء تعطي النحس أو تهب
يا مشبه القرد مسخوط أيرفعه=فعل الخنازير لو أقرانه تربوا ؟؟؟