محتدماً أزرع قبلاتي في النهر..!
شعر:محمد الزينو السلوم
----------------------------------
وأخيراً عدتُ إليْ
أسألني ماذا كنتُ فعلتْ؟
وندمتُ كثيراً مما كنتُ فعلتْ..!
كيف طرحتُ ظلالي في غابة خوفٍ ورحلتْ؟!
كيف نزعتُ عن الوردة أوراق العشقِ؟
وعرّيتُ الغصن من الخضرةِ؟
كيف العطر تبدّى يبكي..ما عاد يثير الشوقْ؟
كيف صعدتُ إلى النجمات؟وكيف وقعتْ؟
*
الآن،الآن،وبعد زمان،عدتُ
أسألني:هل كان الشيطان وشى بي؟
أم أبحرتُ على عجلٍ..أغراني البحرْ..؟!
*
في الماضي كنتُ إذا فكّرتُ بزرع القبلة في نهرٍ..
أحسب هذا من فعل الشيطانْ
كنتُ أراود نفسي عن نفسي
فأرى في صمت مرايا الشاعر تُعسي
أحسب أني- في ذروة وجدي- إن سبحتْ روحي في نهرٍ..
لا بأس لجسدي أن يبقى ظمآناً..وأكون –برغم- اللوعة في بحر أمانْ
*
الآن رجَعتُ أقلّب صفحات الماضي..
وأنا أمشي..أمشي،أسألني:هل كنتُ ببر أمانْ؟
أعبر أيامي،أسألها:ما تبغي مني الأيام؟
*
وشعرت -بلحظة وجدٍ- أني أصعد..اصعد..كالنسرِ أحلّقُ..
وأصفّق بجناحي عشقٍ،وكأني ممسوسٌ بجنون الطيرانِ..
كأني أقوى من إنسانْ
*
أعود لأسألني:"أتراني في حضرة إنسانٍ،أم شيطانْ "؟!
لا فرق،ففي روحي جمر يتشظّى..في قلبيَ نارٌ تتلظّى..
لكن في جسدي يغلي بركانْ
*
محتدماً أزرع قبلاتي في النهر..
وأنزِع عني تعب الأيامِ..أعرّي ذاتي من أوهاج حياتي..
أرسم في ألواني وجهيَ دون قناعٍ..
أصرُخ :يكفي ما ضاع من العمرِ..
فصبري أصبح صبراً..حالي في أسوء حالْ
*
أسألني:كيف نزعت عن الوردة أوراق العشقِ..
وعرّيت الغصن من الخضرة؟
كيف العطر تبدّى يبكي..وتلاشى؟ كيف؟وكيف؟
*
هيا نفتح أبواب العِشق على مصراعيها..
ندع الريح تغازل ما في داخلها..
تشعلُ ما يزرع فينا الوجد..وتنزِع عنا أقنعة الخجلِ..
نعرّي الذات من الخوف،ونحترق على أوهاج العشق بدون دخانْ
*
ماذا يجري؟ لو ذُبنا كالشمعة؟
طِرنا كالنسمة؟
غِبنا كالبسمة؟
رُحنا كالموجة نتقارب،نتباعد فوق الرملْ؟
ماذا يجري..؟!
... سنعيد الكرّة ثانيةً،لن نخشى الليل،الريح،الشوكْ
وليجر ما يجري..؟!
يكفي أن نحيا في جمر اللحظة ..
نخلع عن أنفسنا وهج اللوعة، نغرق في بحر المُتعةِ..
نطفئ ظمأَ عاش بروحينا وبقلبينا وبجسدينا زمناً..
آنَ الآنَ العودةُ للنهر،لنزرع فيه القبلاتِ..
ونضحك،نضحك،حتى نغرق في النهر.

***