وضعك خطير ....

يا سيادة المدير....




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

هكذا تغنــّى بكِِ الأدباء و الكـُتابُ..
و إنكِ أُنـْسُ أُناس في سهراتهم و مَدْخلُ مواضيعهم و بابُ..
وفي التلفازِ و المذياعِ أنتِ صوت حق للذين عايشوك فشابوا
يا عِظة أئمةٍ و حكمة للذين تابوا...
يا كلمة صحف و مجلات همْ عن أهميتك ارتابوا ...
نعم يا حفرة أنت ِ مُهمة أنتِ ...في كل الأماكن أنتِ ..
ليس فقط في ناحية (أم طعجة)...
مُهمة أنتِ ليس فقط في الحارة المكتظة حارة (أم عوجة)
و ليس لأنه أيدَّ أهميتك (مغلوب أبو طجة)..
لا تستغرب يا قارئ هذه السطور تعال معي أنقلك إلى ما كنا نحن عنه جاهلين...
صاحبنا (مغلوب أبو طجة) مدير الناحية و ما حولها من القرى معروف بسيرته و بـِره لبلدته و وصوله لذاك المنصب كان بمَحبة المُحبين و دون تزوير أصوات المنتخِبين ...
صاحبنا (مغلوب أبو طجة) أمله كبير بعيد و حبه لبلدته قوي شديد.. يأملها فاضلة أفلطونية ...
فكان بدايته من الحفرة التي قام بردمها و تسوية الإسفلت عليها ليبعد أذى من تأذى منها و لتعم النظافة حولها و ليبدأ التخطيط في أمور كثيرة ...وحل مشاكل مثيرة ...
ولكن لم تمض ِ الشهور إلا و كان اجتماع طارئ لكبار مسؤولين الناحية و تجّارها و كل من استفاد من تلك الحفرة ...ليرفعوا حرابهم على المدير (مغلوب) و توجه له سيل التهم و الذنوب لتعطيله مصالح العامة و شلِّ الحركة الاقتصادية الديناميكية بردمه الحفرة الاستوائية في ناحية (أم طعجة) ذات السمعة و الأهمية ...و جاء تقرير المجتمعين التالي :
(((شكوى التجار :عطل ردم الحفرة استيراد الخردوات و قطع تبديل السيارات لمشية السيارات مشية دون زلزلة في كيانها فانخفضت نسبة التصليح 68%
الكومجي (مصلح الإطارات)أصيب بنكسة قوية حين عمت النظافة حول الحفرة المردومة ...وإزالة كافة المسامير الثاقبة للإطارات...
وزارة النفط والطاقة : بعثت استفساراً خطياً عن سبب انخفاض استهلاك الوقود في تلك الناحية بنسبة 25% و طلبت التأكد من السبب إن كان ردم الحفرة الذي خفف أزمة السير عندها أم السبب أمر أخر..
سيارات الأجرة ( التكسي): انخفضت نفس التوصيلة المارة من الحفرة إلى النصف تقريباً...
مشافي و أطباء و صيادلة: كانت قبل الردم مصدر لهم للرزق..
المكوجي (صاحب المصبغة : كوي وغسيل): انخفاض الغسيل و الكي بنسبة 50% بسبب....و التالي انخفاض استهلاك المياه و الكهرباء...
أما الصحافة و الإذاعات و الفضائيات : لم يعد لها دور في نشر أخبار و حوادث الحفرة ...
أطفالنا أكبادنا تمشي على الحفرة : حرموا من متعة اللعب بالْـتـّيلَه (كرات زجاجية) ليدخلوها في الحفرة....
عامل النظافة المسكين : حرم من متعة تكنيس ما يتجمع فيها من أوساخ...
حتى بهجة العيد: حــُرِم أبو عبدو القصاب أن يضحي كبش العيد قرب الحفرة فما عاد يتجمع دماء الأضحية فيها ...
وزارة الزراعة : ترسل استفساراً عن سبب تناقص استهلاك المبيدات الحشرية الخاصة بالبعوض و الذباب ..و...و....و...و....
و بعد
نظراً لتداخلات هذا التقرير الخطير و تشعباته فقد قررنا إما أن تعيد الوضع إلى ما كان عليه أو تتنحى عن منصبك بلا ضجة لسوء إدارتك و إلا ....)))
عندها صاح مغلوب و قد غلب على أمره :
أخطأ في المعنى و القافية من قال من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
بل الصواب من ردم حفرة أخيه نال منه ما لا يرضيه و عليه يا سادة احفروا حفرتين و دعوهما بين مطبين حتى نعوض خسارة من خسر ...و لا تؤاخذنا إن جهلنا أو أخطأنا
بقلم فادي شعار


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي