تَجلّيات في حضرة العراق

للشاعر
مصطــفى حُســـين الســنجاري





يـادار العـزة يـا داري
يـا قِبْلَـةَ كـلِّ الأنظـارِ

يا أطهر ركنٍ في الدنيـا
تربته والمـاءُ الجـاري

انت أميـرة كـل زمـان
والبلدان لديك ..جـواري

يا وطن اللـذة والبهجـة
يا وطن الخير المـدرار

من محتـلٍّ ..أو محتـالٍ
فلتحرسْك عيون البـاري

******

سرتَ وكان الدربُ طويلاً
ما هَمَّكَ طولُ المشـوارِ

كافحت ونازلـت كثيـراً
كم ثـرتَ كسيـفٍ بتّـارِِ

وحْدك نازلـت عواتيَهـا
وصفعت قُذالَ الإعصـارِ

رغم الظلم ورغم القسوة
ما استسلمت لوحشٍ ضارِ

وخرجت من الجور مهيبا
عنقاءٌ يخرجُ مـن نـارِ

تتنفَّسُ زهـرا ونخيـلاٌ
وتكلِّـلُ خطـوَك بالغـارِ

ماشتَّـت شملَـكَ تيّـارٌ
حـزَّمَـكَ اللهُ بِـزُنّـارِ

ولنا في التاريخ شهـود
وليعلـمْ كـلُّ الأشـرارِ

يفنى مَنْ يدنو مِـنْ بلـدٍ
ينعـم بحراسـة جبّـارِ

******

أنا مثلُك حرٌّ يـا وطنـي
لا تملي الأحزاب قراري

أنا مثلـك حـرٌّ رقـراقٌ
ماءي مثلَ نميـرٍ جـارِي

أرفض أن أحيا في ضِعَةٍ
والمجدُ حليـفُ الثـوارِ

أنا كورديٌّ ..وعروبـيٌّ
لا شأن لغيري بـأزاري

أنـا سنّـيٌّ أنـا شيعـيٌّ
إسلاميٌّ مـلء قـراري

أنا بصريٌّ .. كركوكـيٌّ
أنـا أربيلـيٌّ أنـبـاري

والفلّوجةُ مثـلُ الكوفـةِ
وصلاحُ الدينِ كذي قـارِ

كلُّ مدُنِكَ الأبهى الأشهى
تسكنُ في القلبِ كَسنجارِ

سأظلُّ عراقـيَّ المهْجَـةِ
لو كان على زحَـلٍ داري

******

كيفَ يُعَدُّ من الأحـرار ِ؟
كيفَ يُعَدُّ من الأبـرارِِ ؟

يا ولدي الوطـنُ يناديـهِ
وهْوَ ينادي : يا دينـاري

ما أصعبَ أن تحيا زمنـا
ساسَتُهُ ثُلَّـةُ تُجّـارِِ..!!




مصطفى حسين السنجاري