خـطوب مبعثرة..




تلونني تلك اللحظات
تمسحني كريشة
عارف بفنه..
أدركه الوصول..
جردته الأمنيات
من شوقه..
تسحقني تلك الغربة..
ترميني بكل براعة..
على ضفافها..
لأغدو صخراً.
تآكل من لطم المياه
وعصف الرياح...
لأغدو كجرح
داهمته الخطوب..
لاأدركها نقوش العزة
في أحداق الأمل..
وليست تلمسني
سهامها..
فشرودي عنها عظيم...
ولا أحسبني
أعود ناسكاً
أو كاشفاً..
ولست مسرعاً
اليها مواجعي..
فهي مني
وتأكل مني..
لأعود غريباً
في دياري..
لتكون صناديق الغبار
ورقي وسرير
شعري..
...............
وأصمت...!
وأنصت..!
إلى نداء الحقيقة
في أزقتي..
كلما نهضت من غفوة
التباهي...
أسدل سكري
بساطه الداكن
الوجع..
شديد اللهاث..
يمزق أحرفي
ويلتقطني
من أجنحة الطيب
وجهر السطور...
غمامتي تلازم ريحي
التي تحملني...
فترديني قتيلاً
على ضفاف اليقظة..
أصارع اللحظة
وتضاريسها القزحية...
أيتها الساكنة
في بعثرتي
أيتها العارفة
ترانيم الكلمات..
لن يكون جموحي
بعيداً عن النقاء..
ولست مسافراً
دون أشيائي..
غروب الربيع عني
بات جميلاً...
أوراق دموعي تجمعت
على طاولتي...
تسابق فكرتي..
ليغدو شعري
سبيح دموعهِ...
أبيض الكفنِ...
أسود الحبرِ...
عميق الخطى...
بديع الأنين...
شهيد اللحظةِ...
خشن الرداءِ...
تصبحين على وصولك
أمنياتي البعيدة...
غردي أيتها الحروف
وأيقظي كل يوم قصيدة...
وبعض سطور جاثمات
على أركان شرذمتي..
أرغميني يا ظلالاً
حميمة...
أترعيني سائل
سحقِ الأصفاد..
ضعيني على أرصفة
البلاغة..
لتعود شفاهي لاثمةً
رقيق الحروف
من بديع السطور...
غاليتي:
دعيني معبداً بالمفردات...
مرصعاً بحبري الملتهب
القطرات...
أيها الليل العتيق..
أشكو لك غدرهم..
أشكو سماءهم ..
لا زرقة فيها ولا ربيع...
تمر سهامهم
عذبة الملمس
لكن أثرها وضيع أليم..
عربدي أيتها
الأقلام الشامخة
في أرض السراب...
أنزلي أحمالك المقيتة..
في خيوط ملبسي..
عربدي على قبري
وأعمدة قلاعي البعيدة...
أنزلي أحمالكِ...
وزيديني صلابة
الجدران
وعند السنديان...




محمدأحمدخليفة