وقفتُ أمام نفسي
شاكر محمود حبيب






وقفتُ أمام نفسي في العــراء

اجرِّدها لأعـــــرف كــــل داء



واعرف صدقها في كــل شئ

واعرف شربها من أي مــاء


رميت بكـل أسئلتي إليــــــها

فلم تصمت أجابت فــي حياء


أدور مع الهواجس حين تأتي

ويبعدني رقـــيب من ورائــي


يجالسني بأخـــــــلاق لطـاف

ويُقنع هاجسي فيــــما يرائي


قـــــــــــويٌّ في مواقفه حييٌّ

تعزرهُ المـودة بالإخــــــــاء


يصدُّ عن النواقص لا يبالــي

ويشمخ في ضميري كبريائي


أحب صداقتي تحيى بصــدق

أحب وفاءها يرضي وفائـــي


أرى التاريخ يكشف كل ســـرٍّ

وفيه الشمس تسطع في صفاء


فنـبل النفس يُكســــوها رداء

جميل الحمد يزهــو بالثنـــــاء


فلا يُبلى يُجــدَّد كـــــلَّ يــــــومٍ

بذكر ٍ للمحــاسن والنقــــــــاء


هموم المال رقٌّ مـــن جنــاها

جنى ثمر الهموم من العـــناء


فتهمله ولا تعــطيه ذكــــــــراً

يطيب بـــه لسان في نــــــداء


وحامل شمعة الإخلاص يعلو

وتحمله القلوب إلى عـــــلاء


إذا يمشي يراه الناس فخــراً

تمشى بالمناقب والرجــــــاء


فإنَّ أمَانـــــَةَ الأقـدار ثقـــــل

على الأعناق تُحمى بالسخاء


يفوز بجنة الأوطــان فـــــرد

رعاها في يديه وفي الدمــاء


ويحمل حبها للشعب خـــيراً

يباري كـــــلَّ مبنى بالبنــــاء


ولا يجري بجوف الليل ظلا

ولا يخشى النهار من الضياء


يسير بقامـــة شماء فـــــيها

نداءٌ للبلاد هنـــــــا ولائــــي


ويحمل حلـــم أجيال رمتــها

سنون بالترجِّي و الرجـــــاء