بسم الله الرحمن الرحيم
الحرمل والخردل
إن ابن خلدون في مقدمته الرائعة يشيد بقوة البداوة وحرصها وخشونتها واحتفاظها بالملك

والحرمل هو أحد الحاكمين في البادية ورفض أن ينزل كما فعل غيره إلى حياة الحضر من أجل حياة اقل تعباً وتوفر المياه والغذاء وقد أصر الحر مل على عيشة التقشف والعطش وقلة الغذاء أحياناً

ليعيش دون أن يتنازل عن قوته ورغم انه ملك فكان متواضعاً
حتى إن البدو استأذنوه لأن ينفع حيواناتهم بالتدفئة والتبخير من أجل إثارة الغريزة الجنسية لدى تلك الحيوانات

لزيادة التكاثر وكان يضع نفسه في الخدمات المتعددة من أجل آلام الأعصاب وتقوية الدماغ والعلاج الأقوى للصرع والتقوية الجنسية
ولكنه كان يؤذي المعدة لأنه يراها سبب بلاء الإنسان

ورغم الكم الهائل في تواجده كان يحرص في العطاء ملعقة صغيرة من بذوره لأنه يعرف
أنها تؤدي الغرض ولو تجرأ أحداً وخالفه وزاد الكمية شكل له ضيق
ولكنه أحس هذا الملك انه بحاجة لوزير يساعده في أعماله الكثيرة فاجتمع بقادة القبائل في البادية الذين حافظوا
على نفس المبدأ من أمثال الجعدة والرمث والشيح والقيصوم والقندريس والعلندة والروثة وشوك الجمال
والنيتول والسّويد والحاذ والفراسيون والحنظل والقبار والقتاد
وكثير من القادة المغمورين الذين لم يهتم بهم احد
واجمعوا جميعاً أن الوزير الأنسب والمشابه لكثير من صفات الملك هو بذور الخردل وأرسل الملك في طلبه

وقال له رغم أن بعض من أحفادك قبلوا أن ينزلوا إلى المدن إلا انك لازلت تشكل قوة في باديتنا
فأحببت أن نشترك انأ وأنت في قيادة معركة ضد بعض الأمراض التي اجتاحت بعض البلدان


وان احتجنا لبعض الجنود فجميعهم مستعدين للعون
قال الوزير الخردل أنا بالخدمة جلالة الملك وأطمئنك أن أحفادي لم تنقص قوتهم كثيرا بسبب الجينات الوراثية التي نمتلكها فلو وضعت قليلا من هؤلاء الأحفاد على جلد إنسان لحرقه بقليل من الزمن

ولكن برأيي أن نحدد الجهة التي ننطلق عليها ونحدد زمن المعركة وبنفس الوقت نحدد الأعداء الذين نريد مواجهتهم ولا يجب أن نتوغل كثيرا في بعض الجبهات لان وجودنا قد يسبب متاعب لأصحاب الأرض قال الملك فلنبدأ بالقوة الجنسية عند الرجال لأنها سببت كثير من المشاكل لهم وجعلتهم يعانون من أزمات نفسية
انعكست سلبيا على حياة الأسرة

قال الوزير أنا برأيي أن نختلط مع العسل بنسبة معقولة ففي ذلك أجود في الفائدة لكثير من المشاكل وعلى رأسها الضعف الجنسي
فهكذا يكون الوزير الناصح لبلده وقال أيضاً أنا سأضع من نفسي 100غ بذر مطحون
وقال الملك الحرمل سأفعل مثلك ونختلط بكيلو ولكن كم تكون الجرعة قال الوزير برأيي ان لاتزيد
عن ملعقة شاي صغيرة على الريق ومثلها قبل العشاء

لمدة أسبوع بعدها تصبح ملعقة وسط على الريق وصغيرة قبل العشاء ولمدة شهر

قال الملك هل تعلم ماذا سيحصل لو استخدمها الرجال والنساء بهذه الكمية وتلك الجرعة ماذا سيحصل

قال الوزير إنني أضمن انه سيعود شباباً في القوة الجنسية
قال الملك ربما لم تنتبه إلى أمور أخرى فإلى جانب ماذكرت أن البصر ستعود قوته إلى الشباب وستذهب
أية غشاوة أو عشا ليلي

وستقوى الذاكرة وسنعالج كل مشاكل الدماغ بل الأقوى أننا سنمنع التجلط وخاصة في الدماغ وسنرمم

من أصيب بجلطة دماغية من خذل في اليدين والأرجل
قال الخردل أنا اضمن انه سيشفى من الديسك وعرق النسا بإذن الله
والصرع أحد الأمراض التي نحد منها كثيراً

قال الملك لقد نسيت أيها الوزير دورنا في علاج المجاري البولية وخاصة في جعل البول ينزل بغزارة

جارفاً معه الالتهابات والرمال وخاصة لو استدعينا الجندي رجل الحمام وشرب مثل الشاي

وفجر المفاجأة الكبرى الوزير عندما قال للملك لقد نسينا أمراً مهماً أننا نعالج الجيوب الأنفية ونزيل الاحتقان
بقوة وسرعة لاتتجاوز الدقيقة في فتح الأنف
وهناك أمر هام بأننا ننظف الرئة ونفتح الصدر من ضيقه

كما أننا لنا انعكاس على الوجه في التجميل وجعل خدود النساء وردية وعند ذلك لايفكر الزوج بان يتزوج امرأة ثانية لأنه لايجد أجمل من زوجته

كما أننا نعالج مشاكل احتقان الدورة عند المرأة وكذلك أمراض الرحم وأوجاعه

هذا وهناك بعض الناس من يكثر البلغم أو يتجمد في نهاية اللسان فإننا نحلله ونزيله

كما أننا نزيل أي خدر في الجسم
وبهذه الجرعة لانضر المعدة ولا نشكل أي مشكلة بل نصبح نافعين بشكل كامل بإذن الله

وقال الوزير نحن قمنا بالعلاج الداخلي فلماذا لانقوم بأعمال نافعة للجسم من الخارج
وخاصة أن الآلام المفصلية كثيرة

فقال الملك نعم لقد قلت الحقيقة ولكن علينا بمساعدة الوزير السابق الحنظل وكذلك نستعين بصديق

من الدول المجاورة وهو وفي في تعامله انه الكافور
وفعلا شكلا زيوت مؤلفة من زيت الخردل وزيت الحرمل وزيت الحنظل وزيت الكافور كميات متساوية

وقاما بدهن مفاصل المريض وركبه وكذلك ظهره وأيضاً الرقبة
وتم علاجه بشكل جيد بدهنه صباحاً ومساءاً لمدة عشرة أيام
وقال الوزير وإنني أتبرع لوجدي ياجلالة الملك بان يضعوا من بذوري المطحونة ملعقتين طعام في ستة لترات ماء فاترة

ويضع الإنسان أقدامه بالماء للساقين لأزيل عنه كثير من التعب الجسدي وكثير من الآلام المفصلية بإذن الله
وذلك كل يوم لمدة نصف ساعة
وقال الملك أيضاً أستطيع أن أختلط مع الحلبة مطحونين ونعجن بزيت زيتون ونثبت على الركبة من الليل
حتى الصباح فإني أزيل ورمها وألمها بأسبوع إن شاء الله