غزلان الريم والمها العربي في محمية التليلة


24/أيار/2008
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
ارتفع عدد رؤوس غزلان الريم الصحراوي في محمية التليلة الطبيعية في تدمر بعد الولادات الأخيرة إلى نحو 470 رأساً والمها العربي إلى 104 رؤوس، وأشار المهندس سامر السعود مدير المحمية إلى أنه تُرعى هذه الحيوانات التي تعيش بأمان من قبل فريق طبي مختص والإشراف على صحتها وتقديم الغذاء المناسب لها من أجل تكاثرها والمحافظة عليها في موطنها الأصلي مؤكداً أن أبواب المحمية مفتوحة للسياحة البيئية ومشاهدة هذه الحيوانات بواسطة برج مراقبة أُعد خصيصاً لهذا الغرض.
يشار إلى أن عدد غزلان الريم كانت عند استقدامها إلى المحمية عام 1996 ثلاثين رأساً وعدد المها العربي ثمانية رؤوس.



سانا
عن اكتشف سوريا

محمية التليلة منظومة بيئية طبيعية متكاملة

30/10/2009
تعد محمية التليلة 70 كم جنوب شرق تدمر ، من أبرز النماذج التي حباها الله في البادية السورية
لأنها تشكل نظاماً رعوياً بيئياً متكاملاً وهي على طبيعتها ، تشكل نموذجاً حياً للمقاصد السياحية البيئية في تدمر بالنظر إلى غناها بالغطاء النباتي من جهة ، وتنوع هذا المحتوى النباتي من جهة ثانية ،. تنوع حيواني أيضاً : والتنوع النباتي الطبيعي في المحمية ، يشكل فضاء رحباً لتنوع حيواني أيضاً ، بدءا من القوارض بكل أنواعها التي يجذب وجودها في المحمية الطيور الجارحة الهامة كالصقور والباشق والعويسق ( الشوحة ) كما أنها تشكل وسطاً خصباً للطيور المهاجرة ( المائية ) كاللقلق والكركي والبلشون ( وهو شبيه باللقلق ، لكنه أصغر منه ويمتاز بلونه الأبيض ) خاصة وأن المحمية تحتوي على الينابيع والمسطحات المائية . وتوجد في المحمية أيضاً حيوانات برية متعددة الأنواع كالثعالب والذئاب والضباع التي تعيش على مجموعة من أنواع أخرى من الحيوانات الثديية النباتية كقطعان الأغنام المتواجدة بكثرة في البادية السورية ، إضافة الى الأنواع الأخرى من الحيوانات التي أعيد تأهيلها ضمن المحمية كالغزال السوري . الغزال السوري والمها العربي : ويعد الغزال السوري من أجمل أنواع الغزلان ويتميز بصغر حجمه ، وذكائه كما يتصف بالحذر وشدة الملاحظة والانتباه لما حوله يغلب عليه اللون العسلي الموشح بالرمادي ، والعيون السود ، ولايزال هذا النوع من الغزلان مهدداً بالانقراض نتيجة أعمال الصيد ، إذ كانت قطعانه تشاهد بكثافة حتى العام 1960 ، وكانت تصل حتى الحدود المتاخمة لبادية محافظة حماة . كما تتواجد في المحمية اليوم أنواع أخرى من الغزلان ، والمها العربي ليس بعيداً عن الغزال السوري ويتصف هذا النوع بأنه من الثدييات ذات الحجم الكبير نسبياً وله قرون وأعين جميلة جداً ، أما لونها فهو الأبيض المشرب بالأسود ... وقد سبق لهذا النوع من المها أن انقرض تماماً في المحمية ثم أعيد تأهيله ولا سيما في السعودية بدءا من العام 1973 بمساعدة عدة دول ومنظمات دولية حيث تم نشره من هناك إلى عدد من الدول العربية ومنها سورية أهمية المحميات الطبيعية : وتكتسب المحميات الطبيعية ( ومحمية التليلة واحدة منها ) - أهمية خاصة جداً لدى دراسة التاريخ الطبيعي لأية دولة ، هذا بالإضافة لكونها تشكل مصدرا أساسيا لما أصبح يعرف اليوم بالسياحة البيئية ، بعد تزايد هواة السياحة البيئية في العالم ، الذي يهتمون بهذا النوع من المستهدفات والمقاصد السياحية . ومع تطور أسس السياحة البيئية العالمية فقد أصبح هناك مكاتب متخصصة تعمل على استقطاب مثل هؤلاء الهواة ، وتعمل هذه المكاتب على وضع برامج سياحية متخصصة لهم ، لتمكينهم من مشاهدة بعض أنواع الحيوانات والطيور والنباتات والأزهار النادرة . وتعد محمية التليلة واحدة من المواقع المهيأة للعب دور عالمي في هذا النوع من السياحة خاصة إذا ما تم توفير البنى التحتية الازمة والمناسبة لاستثمارها وتقديمها للقيام بهذه الوظيفة الهامة ، الأمر الذي انتبهت إليه محافظة حمص ، وسارعت الخطا بهذا الاتجاه ، وليس محاباة القول إن الاهتمام الذي أولته الدولة والزيارات التي قام بها الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته مطلع العام 2003 إلى منطقة تدمر والبادية السورية ، وإطلاق فلسفة المهرجانات بالمحافظة خلال الأعوام القليلة الماضية شكلّ الحاضنة المتكاملة التي أولت هذه المواقع استحقاقاتها ويأتي «حلم تدمر » في هذه السياق كواحد من أهم الخطط التي تستهدف الوصول إلى استثمار أمثل وكل موقع فيها وتنشيط الحياة الاقتصادية والتجارية والسياحية وإطلاق عملية التنمية المستدامة في تلك المنطقة التي تستطيع تحقيق أبعادها المتكاملة على سواعد وأبناء المجتمع المحلي .. ماهي البنى التحتية ؟ وفي برامج حلم تدمر على سبيل المثال لا الحصر إعداد محمية التليلة لتكون مقصداً عالمياً للسياحة البيئية تتوفر فيه كافة عوامل الجذب السياحي وعلى رأسها البنى التحتية ، من خلال إعداد المواقع المناسبة التي تتوفر فيها كافة الخدمات المتخصصة للسياح والزوار التي تتلاءم مع البيئة أصلاً ، كما تشمل هذه الخدمات إنشاء أماكن للإقامة المؤقتة أو الدائمة على شكل« قبب »طينية معروفة في سورية توفر كافة عوامل الحياة الطيبة .. وتسعى المحافظة في برامجها لإقامة مراكز مراقبة بيئية تمكن القاصد من المتابعة والتعرف على مواعيد وأوقات دورة حياة الكائنات الحية وأنظمة حياتها اليومية من خلال مناظير مخصصة بأمكنة مناسبة ضمن المحمية تكون مفتوحة على الحياة البرية الطبيعية .. كما يتم العمل بمساعدة منظمات دولية (الفاو واحدة منها ) لتوفير نظام سياحي يرشد السائح والقاصد لأصول الدخول الى المحمية والأجزاء المسموحة فيها وغير المسموحة يحفل ببرامج محددة وغنية تبعاً لرغباته ( ساعة -ساعتين -يوم كامل ) أو في قضاء عدة أيام ، بحيث يستطيع السائح أن يحقق أهدافه من زيارته بالفعل .. أبو منجل الأصلع : وفي هذا السياق ...دعا د. دار م طباع استاذ الصحة العامة والخبير بمنظمة الصحة العالمية إلى ترك طائر ( أبو منجا الأصلع ) الوحيد في العالم والذي يعيش برياً وتلقائياً في محمية التليلة بتدمر ليعيش حياته الطبيعية وتمكينه من هذا الهدف الطبيعي من دون تشديد المراقبة عليه والسعي لتخفيف الاجراءات التي تستهدف حمايته ، ،وأى د. طباع أن المبالغة في هذه الاجراءات عي المسؤولة بشكل مباشر عن هروبه من الحمية الى دول مجاورة وعدم نجاح عمليات التفريخ ..والعمل بدل ذلك على تطوير آلية المراقبة لهذا الطائر النادر في العالم والموجود في محمية التليلة على ايجاد نظم مراقبة له عن بعد . مقاصد أخرى وليس بعيداً عن محمية التليلة فإن تدمر وباديتها غنية بالمقاصدالسياحية البيئية والطبيعية ، إذ إن المحافظة اليوم تزمع الإعلان عن محميات جديدة أخرى في مواقع مكتشفة غنية بالحياة البرية بكل تنوعاتها وذلك إضافة الى المحميات المعروفة في بادية تدمر . ونعتقد أن سد وادي أبيض من المحميات المائية التي تدخل في هذا الاعلان باعتباره من أهم المواقع المائية التي تستلزم تطوير السياحة البيئية فيها أيضاً .. وذلك خلال السعي الحثيث لتجهيز هذه المواقع بكل مستلزمات السياحة البيئية ، كالادلة والخطط والبرامج واطلاق عملية الترويج السياحي البيئي وأساليب الحماية وادخال تقانات الوصول والتعامل مع مكونات هذه المحميات .. ولابد في هذا الإطار من العمل على منع كافة عوامل التلوث والتدهور والجفاف في سد وادي أبيض وايقاف عمليات الصيد البري والمائي الجائر ..وتأهيل هذه المواقع بمراكز خدمية تنسجم مع البيئة تماماً ..‏
جريدة الثورة