واحة الصبار
---------
أسافر اليك يا وطني في اليوم الواحد ألف وأربعمائة وأربعون مرة ..
وأحاول في هذا السفر اليومي , أن لا يرحل عقلى وترحل عيني ..
ولكني ورغما عني , لا أستطيع الوصول اليك الا بعقلى ..
وأنت وحدك الذى تعلم أن الغالبية لا ترحل اليك بعقولها مثلي ...
فأنت يا فلسطين فيك التاريخ والأدب والفلسفة والفكر وكل المثل ...
وأنت يافلسطين فيك أثار النبوة والتشريف على كل البشر ...
وانت يا فلسطين جزء لا يتجزأ من وطن كبير للعرب ...
في ذكرى الاسراء والمعراج
- أفكر بعقلى كيف الوصول اليك ياقدس ...
في عيد الأضحى يسافر كل المسلمون الى الكعبة , وأنا الى الخليل رغما عنى ...
وكلما يذكرون النبي محمد "صلعم" رسول الله . أذكر أن لأجداده في غزة أثرا ...
ومئات الملايين ترحل بعيونها الى الناصرة , وأنا لا أستطيع مثلهم ...
فكيف يفهم هذا العالم أن ألفا وأربعمائة وأربعون مرة من السفر اليك في اليوم , لا تكفي ... كيف يفهم أنها لا تكفي ...؟؟
هذا السؤال ... يزعجنى .. ويبعد النوم عن عيني .. ويقلقني ...
هذا العالم أبله ومجنون , وأنا العاقل الوحيد وكل من هم على شاكلتي ...
فلو فكر جميع العرب في دولة عربية واحدة سيكونون أقوى البشر جنسا ..
ولو فكروا بأنهم بلا عنصرية ولا تعصب ... متميزون عن كل البشر ..؟!
فلو كانوا عقلاء ... ما سمحوا للمزاجية أن تحطم بابا رئيسيا عندهم ...
ولو كانوا عقلاء ... ما تركو العنجهية البدائية تتمخطر على سواحل العرب ...
فهبوا واستيقظوا ياعالم العرب فقد وصل استضعافنا الى من أدخلنا العقيدة ديارهم ...
اتركوا النوم والاتكالية , ولنبدأ من الصفر ... فعندنا من المال والبشر ما يكفي ليتسلح عندنا كل فرد .
أربعة ملايين من الشباب والرجال في نصف بلدان العرب نستطيع خلال عام واحد تسلحيهم وهذا يكفي ..
وبالكثير من الوعى القومي , والثقافة والفكر , تخوض الملايين الأربعة حرب الحضارة والعلم جنبا الى جنب مع حرب الحرية لكل الشعب العربي ..
فياعرب , يا أهل النبوة والتشريف , يا أصحاب فلسطين يا أهل النفط والنعم ..
ضعوا في حساباتكم أمرا واحدا ... وواحدا فقط وهو في القول الفصل : إما حياة تسر الصديق .. وإما ممات يكيد العدا ..
ففي فلسطين .. كيان العرب ... عظمة العرب ... وعقدة العرب ...
وعندما أرحل اليها بعقلى , دون أن ترحل اليها عيني , فلأنني أفكر بعظمة العرب , وتاريخ العرب , وقوة العرب , وثروة العرب, ووحدة العرب , وكينونة العرب , والحمد لله , كلنا عرب ...
فاسمحوا لى أن أطالبكم بالرحيل الى فلسطين وبالعقل قبل العين دوما ...
---------------------