بين الشابكة والإنترنت
الشابكة: من أين أتيت أيها العفريت المسمى بالإنترنت؟؟
الإنترنت: أتيت من الجزيزة العربية من وادي «عبقر».
الشابكة: لكن جميع الشعراء والدواوين الشعرية لم يذكروك ولا حتى في أحلامهم السعيدة.
الإنترنت: إذا كانت قرائح الشعراء قد أبدعت فنون الغزل والرثاء والمدح والذم والوصف وما أدراك ما هذه الفنون الشعرية، فلماذا تلزمون كل الناس بأن يتكلموا العربية؟؟ أوليس من حق المخترعات العلمية والحضارية التي أنتجتها الشعوب الأخرى أن تسميها بأسمائها كما هي وذلك بعد جهد وعناء وبذل وعطاء بين الأرض والسماء، فلماذا تريدون أن تطمسوا هذه الجهود المبذولة للآخرين.
الشابكة: نحن العرب كان لنا دور قيادي في العهود الزاهرة «الوسطى» وقد انتشرت اللغة العربية في أرجاء الوطن العربي وفي جنوب أوروبا وبذلك كانت هذه اللغة «السيدة الأولى» بين اللغات في تلك الفترة من الزمن.
الإنترنت: ذلك ما تقولينه صحيح فصيح، ولكنكم الآن تستوردون المنتجات الحضارية من الإبرة والجرة حتى الوصول إلى المجرة، وتدفعون أموالكم الكثيرة لإعمار أي مدينة أو جزيزة لإنسان لا يعرف مصيره كي تبيّضوا الوجوه ولا سيما لكل عاشق ولوه بينما بقية المواطنين يعيشون على الطنين والرنين، واليوم يأكلون عنباً وغداً يأكلون التين، وطالب يدفع مليوناً وبقية الطلاب جوعى محرومين!!.
الشابكة: ومالك أيها العفريت تعمل للأمة بالإضعاف والتفتيت فواحد يملك ملياراً وآخر لا يملك كبريت.
الإنترنت: من أنت؟ ومن أين أتيت؟
الشابكة: أنا اسم جديد اقترحتني المجامع اللغوية في الوطن العربي بديلاً عنك لأنك غريب عن العرب والعروبة في حال الزواج والعزوبة.
الإنترنت: لكنكم لن تستفيدوا من ذلك، طالما تعتمدون على غيركم في المخترعات الجديدة، وتلبسونها أسماء عربية فلن يكون النجاح حليفكم، وإذا لم تصدقي ذلك فانظري وابحثي عن نفسك في كل أنحاء الوطن في الوزارات والمؤسسات وفي الشوارع والطرقات فهل تجدين اسمك مكتوباً على لوحة أو في إعلان؟ وإذا كان القائمون على التعريب اللغوي يريدون تغيير الأسماء الأجنبية من المحلات التجارية والمؤسسات الصناعية فلماذا لا يعربونني باسمك ليصبح الإعلان مكتوباً عليه الشابكة، فيبدأ الناس يتداولونه حيناً بعد حين أما ادعاؤهم بالتعريب الشامل لكل ما هو غريب عن اللغة العربية فيدحض ذلك ما ورد في القرآن من أسماء فارسية وغير فارسية قد أصبحت جزءاً من اللغة العربية وحتى أن هناك أسماء عربية أصيلة ما زالت تستعمل في أوروبا بألفاظها العربية مثل كلمات: سكر والكحول والصفر... الخ، فاللغة القوية لا تضعفها كلمات دخيلة عليها بل تهضمها بعد قضمها فتصبح في جسد اللغة العام كما قال فيما معناه جبران خليل جبران.
الشابكة: يظهر أنك قد هضمت اللغة العربية واللغات الأخرى، ولكن الخطر أنك من نظام «العولمة» الذي يقضي على ثقافات الشعوب وتاريخها وحضارتها وقيمها وتاريخها ولغاتها ولا تتأثر بالعولمة لأن المناعة فيها متأصلة وقوية، ولاسيما أن الأمة العربية لديها القرآن الكريم الذي يحفظ لها شخصيتها الاعتبارية وحيويتها المستمرة إذا ما تمسكت به.
الأنترنت: آراك أيتها الشابكة للعولمة فاتكة ولظلام الجهل ساترة لأن سورية للأمة العربية قائدة، وللتمكين اللغوي فائدة كيف لا؟؟ ورئيس الجمهورية بشار الأسد قد قاد حملة التعريب في سورية، ثم عمم ذلك على بقية الأقطار العربية وكان جاداً في ذلك حيث ربط اللغة العربية بالقسم لتأخذ الأهمية بعد أن أصبح رئيساً للجمهورية بكل شجاعة وحيوية، وهذا ما يعتبر من المقاومة الثورية.

أحمد الخوص
http://www.albaath.news.sy/user/?id=690&a=63727