كتب مصطفى بونيف

رشدي أباظة المسنجري ..احذروه !


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




يقف (عمي رشيد) أمام المرآة ساعة ..ليضبط الشعرتين الوحيدتين في رأسه .
حتى يصعقه صوت زوجته الحاجة أم نعيمة
- إلى أين تنوي الذهاب بأناقتك هذه ؟ .
يستعيذ بالله من شر ما خلق ، ويتأفف ...ثم يرد بضجر
- لن أذهب إلى أي مكان يا أم أربعة وأربعين ، جهزي لي فنجان قهوة !
ثم يمضي إلى غرفة المكتب ، ويفتح الكمبيوتر ليدخل إلى عالم الأنترنت ..
(ماسنجر ، ياهو ، سكايب ..ومختلف صروف الدهر وبلاويه ) .
تدخل (لئيمة بنت الشعرين ) على الخط ، فيرقص قلب عمي رشيد فرحا.
- أهلا بالقمر !
ويسرع إلى تشغيل السماعات ، فيبدو كالمطرب الذي يسجل شريطا غنائيا خلف جهاز الكمبيوتر ...
يهمس كاللص في الميكروفون : - ألو يا قمر !
فترد عليه ( لئيمة بنت العشرين ) بضحكة أشبه بضحكة راقصات الأفلام
- يووووه ، يا اسمك إيه ... أنت القمر كله .
- أنت القمر الحقيقي ، أما أنا فمجرد قمر صناعي جنبك يا أحلى لئيمة !
تدخل عليه زوجته كالقضاء المستعجل ، فيسرع إلى إقفال أجهزة الصوت..بلا فائدة ...ويبقى صوت ضحكات لئيمة يملأ الغرفة ...
يبتسم عمي رشيد في وجل : - هذا من أفلام فيفي عبده قبل أن تتحول إلى الست أصيلة .
ترمقه الحاجة أم نعيمة بنظرات الشك : - هذه القهوة ، اشربها مع الست أصيلة .
تخرج وهي تتمتم بكلام غير مفهوم .
يفتح عمي رشيد الميكرفون وهو يلعن سنسفيل الزواج وأيامه .
- يا قمر ، يا قمر حقيقي هل أنت هنا ؟
تجيبه لئيمة : نعم أنا هنا يا قمري الصناعي ، من تلك التي كانت تتكلم معك .
يتنحنح : - لا تأخذي في بالك مجرد جهاز تشويش كان هنا وصرفته .
ويواصل غزله ...: - هل ممكن أن أرى وجهك الجميل على الكاميرا ؟
تجيبه في غنج : - بشرط أن نرى بعضنا ، يعني كام تو كام !
يرش العطر على نفسه ، ثم يفتح كاميرته .
تتنهد (لئيمة بنت العشرين ) : - الله ، كم أنت جميل ، أنا من عشاق الرجال الذين هم في مثل سنك ، خبرة ، ومعرفة بالحياة ، ليس مثل الشباب الطائش في هذه الأيام كل خبرته في المسخرة والجل على الشعر ، والجينز الذي ينزل عن مؤخراتهم ...أنت رجل أوريجينال !!.
تقتحم السيدة أم نعيمة الغرفة فجأة مثل (تسونامي ) فيسرع عمي رشيد إلى إقفال السماعات بلا فائدة ..ليخرج صوت لئيمة هي تقول ( وريني شعر صدرك ) .
يحمر وجه وجهه ويتلعثم لسانه :
- أنا أشاهد فيلم ( امرأة فوق اللهب ) ، ماذا تريدين ؟ .
تجيبه ونظرات الشك تلتهمه التهاما : - أريد أن أكنس الغرفة ! .
- أكنسيها فيما بعد ، أنا مشغول ومتشوق مع أحداث الفيلم .
تنصرف الحاجة أم نعيمة وتغلق الباب وهي تتمتم بكلام غير مفهوم .
يرجع إلى تشغيل أجهزة الاتصال وهو يدعو على زوجته بأنفلونزا الخنازير .
- ألو يا قمر ، ألو يا لئيمة بنت العشرين !.
تجيبه بدلع : - نعم يا رشدي أباظة ...يا أحلى من دونجوان !، من تلك التي كنت تتحدث معها ، أخاف أن تكون متزوجا .
- لا ، لا تخافي ، هذه الشغالة ، يعني طائرة تجسس يا قمر !.
يضحكان ضحكا هستيريا .
تواصل (لئيمة ) : - سوف تراني لكن بشرط !
يجيبها : - أشرطي يا حياتي ..
- أريد أن أرى شعر صدرك ..
يتلعثم عمي رشيد :
- الجو برد ، ولو أكشف عن شعر صدري سأصاب بالأنلفونزا ، أعدك بذلك فيما بعد .
تتكلم (لئيمة بدلع وكأنها طفلة تريد قطعة شكولا ) : - الآن ، أريد أن أرى شعر صدرك الآن ، هيا انزع القميص !.
ينزع عمي رشيد قميصه ...ويستوي أمام الكاميرا مبرزا صدره المكسو بالشعر .
تصرخ ( لئيمة ) : - واو ..واو أنت شامبانزي .
تقتحم الحاجة أم نعيمة عليه الغرفة ، وتصعق لمنظر زوجها وهو عار أمام كاميرا الكمبيوتر .
يحاول جاهدا أن يقفل الأجهزة بلا فائدة ! ..
تسأله الحاجة : - أين الشامبانزي ؟ .
يجيبها العم رشيد والدنيا تلف حوله بسب السكر الذي ارتفع في دمه فجأة
- أنا أشاهد برنامج عالم الحيوان ...يتكلمون عن القردة . وبينما كنت اشاهد البرنامج فإذا ببرص ملعون تسلل داخل القميص . أخرجي واقفلي الباب وراءك لأن البرص يبدو انه تسلل إلى السروال !.
تخرج الحاجة ، وهي تدعو على زوجها بصوت غير مفهوم .
يرجع إلى (لئيمة بنت العشرين ) وهو يقول في الميكروفون
- الحمد لله !.
تواصل لئيمة دلعها :
- أريد أن أرى البرص الذي تسلل داخل سروالك وإلا سأخاصمك .
يهمس عمي رشيد :
- شغلي كاميرتك ، ;واعتبري غرفتي أصبحت حماما ! .
تجيبه (لئيمة ) بصوت خجول :
- أنا ألبس ملابس البيت ، عيب أنا أخجل .
بلهفة : - ماذا تلبسين ؟.
- قميص نوم أحمر ..
بشقاوة : - أموت أنا في اللون الأحمر . هيا شغلي الكاميرا !.
بخجل : - أغمض عينيك ، وافتحهما بعد أن أنهي العد إلى ثلاثة .
أغمض رشيد عينيه
وبدأت لئيمة في العد
- 1 ، 2 ...ثلاثة
فتح الحاج عينيه على الشاشة ليجدني أنا موستافا ...
قلت له والضحكة تكاد أن تخنقني :
- أنا موس ...أنا موس !. ..
صرخ عمي رشيد صرخة ملأت الحي كله ..وسقط مغشيا عليه إثر غيبوبة سكر ، لم يستفق منها إلى اليوم .

كان معكم / مصطفى بونيف
من المستشفى البلدي .