لُعبَةُ الهَوى ..
..
" لُزُومِيَّة "
..
المَكرُ طَبعِي ؛ وَ الغَوايَةُ لُعبَتِي=وَ أَنا أَمِيرُ العاشِقِينَ بِعُصبَتِي
أَمشِي ؛ وَ خَلفِي الغانِياتُ أَوانِسٌ=يَمشِينَ مَشيَ أَيائِلٍ فِي صُحبَتِي
يَخفِقنَ حَولِي كالفَراشِ بِلَهفَةٍ=تَقفُو حَسِيسَ الأُمنِياتِ بِرَغبَتِي
خَمسُونَ أَلفَ حَبِيبَةٍ بِحَشاشَتِي=خَلفَ الضُّلُوعِ قَدِ اضطَرَبنَ بِرَهبَةِ
خَمسُونَ أَلفًا مِنْ جُيُوبِيَ كُلَّما=أَخرَجتُهُنَّ وَجَدتُهُنَّ بِجُعبَتِي
أَغوَيتُهُنَّ كَأَنَّ كُلَّ رَبِيبَةٍ=مِنهُنَّ فِي زِيفِ ادِّعائِي رَبَّتِي
فَسَلَبتُهُنَّ قُلُوبَهُنَّ ؛ وَ لَيسَ لِي=فَضلٌ بِهَذا السَّلبِ إِلَّا كِذبَتِي
وَطَّنتُهُنَّ عَلَى الشَّغافِ , كَأَنَّما=مَحبُوبُهُنَّ - أَنا - وَ هُنَّ أَحِبَّتِي
وَ أَنا عَلَى ما اعتَدتُ ؛ لَستُ بِجامِعٍ=إِلَّا كَثِيراتِ الدَّلالِ بِشُعبَتِي
حُبُّ النِّساءِ لَدَيَّ بَعضُ تَجارِبٍ=جَرَّبتُها حَتَّى أُخَفِّفَ كُربَتِي
وَ غَرامُهُنَّ هِوايَةٌ أَسلُو بِها=عَنْ بَعضِ ما فَعَلَ الشَّقاءُ بِغُربَتِي
ما زِلتُ أَفتَرِشُ الغَرامَ قَصِيدَةً=تَغفُو عَلَيها قافِياتُ مَغَبَّتِي
أَلهُو بِها لَهوَ الغُلامِ بِدُميَةٍ=ما مَلَّ مِنها هَدَّها فِي ضَربَةِ
حَتَّى أَضَرَّ بِيَ التَّعَدُّدُ بِالهَوى=فَوَقَعتُ مُفتَنًّا بِأَدنَى رُتبَةِ
بِصَبِيَّةٍ قالَتْ : ( أُحِبُّكَ يا فَتَى )=قُلتُ : ( احلِفِي ) قالَتْ : ( وَ رَبِّ الكَعبَةِ )
فَطَفِقتُ أَهذِي ؛ وَ الخَيالُ مُزَعزِعِي=عَنها , وَ تَوقِي لِلوِصالِ مُثَبِّتِي
أَتَنَفَّسُ الرَّيحانَ فَوقَ خُدُودِها=وَ أَلُوذُ بِالنَّوَّارِ فَوقَ الرُّكبَةِ
وَ أَطُوفُ حَولَ الياسَمِينِ بِخَصرِها=وَ أُقِيلُ مَزهُوًّا بِفَيءِ القُبَّةِ
قَدْ جَنَّنَتنِي ؛ وَي كَأَنِّيَ لَمْ أَكُنْ=ذاكَ الذِي هَتَكَ القُلُوبَ بِحَربَةِ
وَ كَأَنَّنِي ما كُنتُ ذَيَّاكَ الذِي=ما هَمَّهُ بِالعِشقِ طُولُ الدُّربَةِ
باتَتْ تَسَلَّى بِي ؛ وَ كُنتُ أَنا بِها=أَلهُو إِلَى أَنْ نازَعَتنِي لُعبَتِي
فَصَبَبتُ خَمرِي فِي كُؤُوسِ شَرابِها=لَكِنْ سَكِرتُ مِنَ الذِي قَدْ صَبَّتِ
حَتَّى إِذا ما خِلتُ إِنِّيَ واثِقٌ=مِنْ حُبِّها ارتَدَّتْ عَلَيَّ فَجَبَّتِ
فَعَثَرتُ بَعدَ العَدوِ ؛ وَيحَ جَهالَتِي !=وَ كَبَوتُ - يا وَيلاهُ - بَعدَ الوَثبَةِ !
|