في طرح سؤالك الذي يحتاج وقفة قبل الإجابة، تم تحديد مسار الإجابة سلفاً، وحصرها بموضوع الأخلاق.
يقول شكسبير في معرض مناقشته لمسألة قريبة من موضوعنا: الخيانة عمل مشروع والعمل المشروع خيانة .. فالقتل بشرائع السماء والأرض هو خيانة، وعدم القتل في حالة عدوان آخرين علينا هو خيانة من جانبنا..
الفرق بين العدل والقِسط، كالفرق بين الأخلاق والسلوك السوي، فمثلاً إذا سنت القوانين أن دية المقتول خطأً 20 ألف دولار، وتم دفع هذا المبلغ فالسلوك كان عادلاً، وإذا رأى الجاني أو أهله أن المجني عليه عندهم من القاصرين والمعوقين، وأن المجني عليه كان مصدر إعالتهم الوحيدة، فزيادة المبلغ ليصل الى 40 ألف هو من باب (القسط) أي تحقيق العدل وإرضاء الطرف الآخر، والله يحب المقسطين.
في العودة الى التساؤل: ستكون شرذمة سلوك الناس موزعة بين الحالتين التي ذكرناها، فالبيئة السائدة تفرض قوانين السلوك المؤقتة..
تقبلي احترامي و تقديري