الوداع !!


..




وَقَفتُ بَينَ لَهِيبِ الصَّمتِ كالحَطَبِ=أَحثُو عَلَيَّ رَمادَ العُمرِ فِي نَصَبِ
وَ قَدْ ذَرَفتُ عُيُونِي بَعدَ ما نَفَدَتْ=دُمُوعِيَ السُّودُ وَ استَعدَيتُ لِلهُدُبِ
اليَومَ نَرحَلُ ؛ لَا - يا مَنْ نَذَرتُ لَها=عُمرِي - أَمَضَّ وَ لَا أَقسَى مِنَ العَتَبِ
فاستَجمِعِي كُلَّ ما أُوتِيتِ مِنْ غَضَبٍ=وَ لتَعصِفِي بِي ؛ َكعَصفِ الرِّيحِ بِالقَصَبِ
وَ لتَكسِرِينِي ؛ فَإِنِّي فِيكِ مُنكَسِرٌ=وَ لتَرجُمِينِي رُجُومَ الجِنِّ بِالشُّهُبِ
وَ لتَحقِدِي - يا أَنا - لَو كُنتِ مُدرِكَةً=وَجِيبَ قَلبِيَ ما أَمعَنتِ فِي الرِّيَبِ
لَا تَنظُرِي . الوَجهُ قَدْ ضاعَتْ مَلامِحُهُ=مِنْ لَطمَةِ الدَّهرِ , لَكِنْ راقِبِي رَهَبِي
تَرَي جَثامِينَ عِشقٍ - مُنذُ ما خَلَقَ الّـ=ـلَهُ الحَياةَ - تُزَفُّ اليَومَ لِلتُّرَبِ
أَنا القُلُوبُ ؛ أَنا الإِحساسُ ؛ قُدِّرَ لِي=أَنِّي مِنَ التَّعَبِ المَحتُومِ لِلتَّعَبِ
أَنا المَلُومُ ؛ أَنا المَهزُومُ ؛ ما عَرَفَتْ=حِكايَةُ الحُبِّ أَشقَى مِنْ ظُنُونِيَ بِي
أَنا المُعَذَّبُ - يا اللَّهُ - لَو بِيَدِي=مَحَوتُ حَرفِيَ - يا اللَّهُ - مِنْ كُتُبِي
أَنا الطَّرِيدُ عَلَى مَرِّ الزَّمانِ , وَ لِي=دَربُ إِلَى التِّيهِ ؛ مَشَّاءٌ لَهُ هَرَبِي
أَنا الذِي لَمْ أَنَلْ حَظًّا ؛ وَ لَا عَبَرَتْ=مَواكِبُ السَّعدِ - لَو خِطئًا - عَلَى حَصَبِي
أَنا الغُرُوبُ ؛ وَ عَينُ الشَّمسِ ناظِرَةٌ !=أَنا الغَرِيبُ عَنِ الأَغرابِ وَ العَرَبِ !
أَنا بَقايا حُطامِ الرُّوحِ مُذْ عَكَفَتْ=يَدُ الرَّزايا تَدُسُّ الخَلَّ فِي عِنَبِي
تَهَدَّجَ الوَقتُ ؛ وَ اللَّحظاتُ واجِمَةٌ=كَأَنَّها فَوقَ لُغمٍ قُدَّ مِنْ عَصَبِي
وَ هاجَتِ الذِّكرَياتُ - الآنَ - فانتَخِبِي=وَسِيلَتِي لِلرَّدَى , يا خَيرَ مُنتَخِبِ
لَا لَنْ أَقُولَ : ( قَدِ استَنزَفتِنِي ) أَبَدًا=لَكِنْ أَقُولُ : ( لَقَدْ بَكَّيتِ ؛ فانتَحِبِي )
ظَلَمتِنِي , عِندَما وَدَّعتِ قائِلَةً :=( عِشْ أَنتَ بَعدِيَ ) . مَنْ يَحيَى بِلا سَبَبِ ؟