رحلتي لأشهر حطام سفينة بالعالم

الاخوة الأعزاء:
السلام عليكم
أعرض اليوم عليكم تجربتي في رحلة الغوص الى أشهر حطام سفينة في البحر الأحمر و المصنفة رقم 2 على المستوى العالمي و هي حطام السفينة الحربية الانجليزية اس اس ثيسيليجورم و التى ترقد في قاع البحر الأحمر على عمق 32 – 48 متر على مسافة ثلاث ساعات ابحارا شمالا من مدينة شرم الشيخ بمصر.

و أليكم قصة تلك السفينة :
تبدأ القصة في عام 1941 عندما كانت مصر محتلة بالقوات البريطانية ابان الحرب العالمية الثانية , في تلك الحقبة كان الصراع محتدما على أشده بين قوات المحور بقيادة ألمانيا و قوات الحلفاء بقيادة بريطانيا و قد قامت القوات الألمانية بالسيطرة على حركة الملاحة بالبحر المتوسط مانعة وصول أي امدادات لقوات الحلفاء في شمال أفريقيا فلجأت القوات البريطانية الى خدعة وهى استخدام سفن مدنية تقوم بتعديلها لتحمل معدات عسكرية وتقوم بتغيير محركاتها لتمنحها سرعة عالية في الأبحار و بدأت القوات البريطانية بتحميل تلك السفن بالمعدات الحربية و ارسالها الى مصر عن طريق ممر بحري طويل يمتد على طول الساحل الأفريقي من جهة الغرب مرورا بجنوب أفريقيا أو ما يعرف بطريق رأس الرجاء الصالح دخولا الى البحر الأحمر من ناحية اليمن من مضيق باب المندب وصولا الى ميناء السويس بمصر للتخفي عن أعين القوات الألمانية المنتشرة في البحر المتوسط.
وبالفعل نجحت بريطانيا بإرسال العديد من العتاد العسكري لقواتها في مصر بتلك الحيلة الى أن اكتشفتها الاستخبارات الألمانية وبدأت بإرسال دوريات جوية لمراقبة البحر الأحمر
.
وفي يوم 4 أكتوبر 1941 كانت هناك طائرتان ألمانيتان تقومان بدورية استكشاف حين أكتشفت احداهما أن هناك سفينة مدنية تسير بسرعة عالية جدا مقارنة بمثيلاتها , فاقتربت منها للتحقق من الأمر.

و سرعان ما اكتشفت الطائرة الألمانية و جود أسلحة على السفينة فما كان منها الا أن ارسلت اليها طوربيدا جديدا كان في طور التجارب (يدعى اس يو 111 و هو صاروخ كبير الحجم يستهدف السفن و الفواصات) قام بإغراقها في الحال .

وظلت السفينة حبيسة قاع البحرمجهولة المكان الى أن أعلنت البحرية الملكية البريطانية بعد انتهاء الحرب عن جائزة لمن يكتشف مكان تلك السفينة فقام عالم البحار الفرنسي الشهير جاك كوستو على متن السفينة كاليبسو برحلة لإستكشافها في بداية الستينيات من القرن الماضي و بعد بحث مضني استغرق سنوات أكتشف مكانها و قد خصصت مجلة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة عددا كامل لتلك القصة و بالطبع نال كوستو الجائزة الكبيرة وحظى بالاعجاب و التقدير العالميين
وفي عام 1991 سمحت البحرية المصرية لراغبي الغوص الترفيهي بالغوص فيها واعتمادها كأحد المزارات.

ومن نافلة القول أن أدكر أني ولله الحمد قد غصت بأماكن عديدة في العالم و أنا شخصيا أعتبر تلك السفية الأروع على الأطلاق لثباتها على حالتها الى الان ولم أجد لها مثيلا بهدا الجمال .
و يستطيع الغواص فيها أن يرى بوضوح الأسلحة و الصواريخ و الدبابات و سيارت نقل الجنود والدراجات النارية وبقايا الإطارات وأحدية الجنود و جميعها بجالة جيدة الى اليوم.
و قد رأيت هناك أيضا أكبر سمكة هامور(كشر) رأيتها في حياتي على الإطلاق و قد قيل لي أن تلك السمكة تقبع هنا مند ما يربو على خمسة عشر عاما.
و أترك لكم الصور لتتحدث عن الباقي متمنيا لكل من يقرأ الموضوع أن يحظى بفرصة الغوص هناك.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

عن
شريف جلال-غواص العرب