خارِج مِنْ بَينْ الرُكامْ ..


أشعُر بِالوِحدة ..
لِذلِك أعَتبِرُ نَفسيْ غريْباً
عَنْ الحَياة ..
عَنْ المَأسْاة التي تَحدُثْ
أخافْ أنْ يُطالِبوني بِهويَتي


فَقد سُلِبت مِني ..
وَفُقِد وَطنيْ
وَأبحثُ عَنْ مَلجأ يَضُمَني ..
لا فَرقْ بَين الحَياة وَالمَوتْ بِنظَريْ
فَوجودي أصْبحَ مَكروهاً لهُم
وَموتي أصبْحَ مَكروهاً لهُم ..


أرادْوا أنْ يُشوهوا صورَتي
وَيمسَحوني مِنْ وَاقعِهُم ..
دونْ أنْ يَخسَروا شَيئاً مِنْ قراراتهُم
لا أهَابُ مِن أسِطورَتهم وَكيانهُم المَزعوْم ..


دَمروا كُل شئ حَولي
مَنعوا حُريتي
فَنهضتُ مِنْ وَسط الرُكامْ فِلسطينياً
لا أخشي المَوتْ .. وَلا أخشي الحيَاة
فَكُل شئ بنِظري زائِل ..


أري الوِجودْ مُتستِراً بِوشَاحْ الإنسَانية
مَزعوْم وَقابِض عَلي أنُفسْ الحُرية..
وَأريْ المَوتْ وِشاحاً مُلبَداً باِلغيوْم
مُكتَظ بنِارهُم القَاتلِة مُشبعاً باِلسمومْ ..


سَأثور باِسم فِلسطينيتي ..
فَليس هُناك مَا أفقِدهُ سِوي القَيد وَالخيمَة ..
فلا يُهمني إن مُتُ وإِن عِشتْ ..
أريْد أنْ يَحيا البَاقونْ وَيستيقظون مِن نَومِهُم
يَرفعوا رؤؤسهم مِن وَحِل التُرابْ
لِكي لا يَنام العَالم بِكُل أطيافهُ فَوق أحَلامْ
المَحرومْين وَالفُقراء وَالكَادحينْ


لِينتشِل هَؤلاء المَحرومْين حُريتهُمْ مِنْ بَين
أشداق المَوتْ ..
لِيزرَعوا الحُرية المَسلوبْة
التي لَطالمَا انتظروْها ..
عَايشوا الوَاقِع ليِساندوهَا ..
فَستَبقي كَرامتَهُم فَوقْ الجَبينْ عَلامة
وَسيَحكِي عَنها التَاريخْ
فَالتاريخْ وَقتْ .. وَالوَقتْ لايَرحْم ..
فَالتاريخْ وَقتْ .. وَالوَقتْ لايَرحْم ..