المشهد الثالث
النائب العام. هارلي. جوردون. هايدن. موظفو القصر . فادي
الرئيس: " يتكلم ببطء وهدوء وعيناه منفتحتان جيدا , ينظر في الحضور " قد علمتم ما نشرته الصحف صبيحة هذا اليوم , وهو كما تعلمون مجرد اختلاق وما كانت حوادثه واقعة .. " الحضور ينظر بعضهم الى بعض مندهشين "
ولو فترضنا ان مانشر مطابق للواقع , فما هكذا تعالج الامور. ان الصحف التي تنشر مثل هذه الاكاذيب تنكر الن=خبز والملح .. تنكر المكافات التي اغدقها عليها بيت الرئاسة ..
وواضح انها تنتظر السقاطات والهفوات وتصطاد في الماء العكر , كانها الجرذان . وقد طرحت الامر عليكم ففكروا وايتكم كل واحد بما يرتايه.
" يسود صمت طويل ونظرات لاتعبر عن شيئ "
هارلي: هل تعدى الامر النشر في الصحف؟.
الرئيس: وهل تريد ان يتعدى يا هارلي..
هارلي: " ينتفض لدى سماعه هذه الكلمات" عفوا يا سيادة الرئيس ماقصدت الى هذا . ولكن لكل حالة علاج.
انا استطلع استطلاعا فقط. وهي كلمات موجهه للجميع لعل من لديه علم يفيدنا.
الرئيس: لاادري .. انا خالي الذهن عن هذا الموضوع.
جوردن: قد علمت وانا متجه الى القصر ان النائب العام تلقى من رئاسة الحزب المعارض شكوى بهذا الموضوع .
هارلي : هذا ماكنت اريد معرفته ..
الرئيس:"موجها كلامه الى جودون " هل هذا مؤكد؟
جوردون: بالطبع! لقد تقصيت الخبر.
هايدن: " بصوته الرفيع وشفته المتدلية " لم يخبرني .. كما هو واجب عليه.. " بنزق ويده تضرب على ركبته" والله العظيم لم يخبرني .. كيف يسوغ له ان يفعل ذلك قبل ان يرجع علي ونحن زملاء في المجلس؟.. "
يبدو منظره مضحكا كامراة فقدت ولدها . الرئيس ينظر اليه بهزء واشفاق".
الرئيسنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي موجها كلامه الى جوردن متجاهلا مافاه به هايدن)هل سيصل الامر الى حد رفع الدعوى والتحقيق في الشكوى؟
جوردن:اعتقد بذلك سيادة الرئيس .. بالطبع للنيابة العامة ان تحتفظ الشكوى ان شاءت , ولكن هذا ليس ديدن النائب العام الحالي.
الرئيس: لماذا نستبق الحوادث؟
جوردن: نحن لانستبقها ولكني اصف الامر الواقع .. ان التنبؤ بما سيكون يعين على التماس علاج الوضع ووضع حد لترديه.
الرئيس:تقول ترديه؟ كانك تريد ات يتردى!
جوردن: استميحك عذرا سيادة الرئيس ماقصدت الى هذا ..ماقصدت الا الى لفت نظر سيادتكم.
الرئيس: (بهزء) شكرا على هذه العواطف.
جوردن: : ( متصنعا الجد) بخدمتكم سيدي الرئيس.
الرئيس: وبعد؟ ( وينظر في وجوه موظفي مكتبه واحدا واحدا)
-: نحن في خدمتك سيادة الرئيس.
-: نحن في خدمتك سيادة الرئيس.
-: نحن في خدمتك سيادة الرئيس.
الرئيس: نحن نضيع الوقت .. ان الزمن يسري وينبغي ان نجد طريقة.
هارلي: اليس من الممكن ارسال من يتصل بالصحافة؟
الرئيس: هل تريد ان تعطيها انطاباعا باننا نثبت الوقائع المزعومة؟
فادي: حاولنا في مرة ماضية ماضية لواقعة غير هذه ان نفعل شيئا مثل هذا فكانت النتيجة ان تفاقم الامر.
الرئيس: من الخير ان لانختك بالصحافة ( بعد لحظات) ليت جون كان هنا.
( الحضور يبدو على وجوههم الامتعاض لدى سماعهم الكلمات الاخيرة).
جوردن" اذن يجري حديث مع النائب العام.
الرئيس: ما رايك يا هارلي؟
جوردن: لا باس بهذه الطريقة لم يمض طويل وقت على توقيعك قرار تعيينه يا سيادة الرئيس.
الرئيس: فادي! اتصل بالنائب العام.
( يخرج فادي).
هارلي: يجب ان نهيئ الحديث منذ الان ..القضاء وزنا لكلمة الواحدة بل للحرف الواحد.
الرئيس: هذا صحيح!
هايدن: لاحاجة بنا لانتقاء الالفاظ .. النائب العام موظف موظف كسائر الموظفين : نقول له اغلق التحقيق وينتهي الامر.. الرئيس هو العام الاول في الدولة.
الرئيس: ( بهزء ) اهذا ماتراه؟.
( يسكت هايدن بعد ان قرا في وجه الرئيس رفض الاقتراح).
هارلينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي موجها كلامه للرئيس) الموقف هو الذي سيحدد الكلمات .
الرئيس: هذا صحيح!.
( يعود فادي ويصحبته الناءب العام).
الرئيس: اهلا بالنيابة في دارها .. كل الدور للقضاء معقل الحريات.
النائب العام : شكرا سيادة الرئيس , فانت دعامة هذا المعقل..
الرئيس: ( يتغير لونه لدى سماعه هذه الكلمات ولكنه يتصنع الوضع الطبيعي) استعديتك لاعلم مبلغ صحة مانشرته الصحف.
النائب العام: ان جوهر مانشر في الصحف كوقائع صحيح . فالشكوى قدمت والتحقيق قد بوشر به منذ زمن قبل النشر وقطع مرحلة ما.
الرئيس: تقول مرحلة ما دون ان اعلم ساعة بدئه؟
النائب العام: ان الامر مستعجل يا سيدي ويتعلق بكيان الامة بكاملها .. حياة الامة كلها في ميزان اليوم ودافع الضرائب يجب ان يعلم بسرعة ما يجري في الخفاء.. وماذا سيكون مصير حريته.
الرئيس: ( يصرخ)( مصير حريته؟.. اانا استعبده ؟ ( يضع يده فجاة على فمه كانه احس بانه صرف كلمة لاينبغي ان يتفوه بها) اقصد هل في الامر ان صح.. اقصد ان صح..
ان صح افهمت؟ان صح.
النائب العام:نعم نعم يا سيادة الرئيس .. ان صح.. ذلك واضح .. وانا فاهم واضح وضوح الشمس .. اقصد وضوح الشمس .. ان صح.
الرئيس: ان صح.. هل في الامر ان صح مساس بالحربة؟..
النائب العام : والله سيادة الرئيس هذا سؤال محرج لا استطيع ان اجيبك عنه والا اتهتم باني احس برايي وامتنع علي قانونا المضي بالتحقيق او الحكم بالقضية. انتظر في سبيل الحصول
على الجواب انتهاء التحقيق والحكم..
الرئيس: هكذا؟
النائب العام: انت ادرى بهذا الامر مني يا سيادة الرئيس فلقد كنت انت..
الرئيس: ( يقاطعه بشدة وقد احس بان النائب العام يريد ان يذكره بانه محاميا) مفهوم مفهوم.. لا اقصد ماذهبت انت اليه .. ولكنني اقول لك ان من جملة اسباب استدعدتك يا سيد ,
بل في راس قائمة الاسباب الطويلة العريضة ان ابلغك اننا اكبر عون للعدالة بتجري مجراها الطبيعي . فهل لك ان تين لي كيف استطيع ان اؤدي خدمة مافي سبيل احقاق الحق واعلاء كلمة العدالة ,
خصوصا في هذه الظروف , حيث الحروب منتشرة في كل مكان , وحيث يحل على عتق دولتنا وبالتالي على عاتقي انا بالذات مسوؤلية كبرى؟
اقول هل لك ان تدلني على طريقة اخدم بها الحقيقة؟
النائب العام: نعم بكل تاكيد وصدعا بامرك يا سيادة الرئيس اقول:
تستطيع بمل ء ارادتك ان تؤدي للعدالة شرفا هو ان تسلمني التسجيلات التي سجلت فيها وقائع تمس الدعوى التي احقق فيها والتي جرى قسم من وقائعها هنا في ها القصر.
الرئيس: ( وقد ظهر الغضب فجاة على وجهه يقول محتدا) ومن الذي افادك بان عندنا تسجيلات.
النائب العام: موظفوا قصرك يا سيدي.
الرئيس: كيف ومتى؟..
النائب العام:عندما استجوربتهم امس وافادوا بالوقائع جميعا وقالوا..
الرئيس: ( ينظر شذرا الى الموظفين الجالسين) هؤلاء؟..
الناءب العام: هؤلاء وغيرهم.
الرئيس: لم تنشر الصحف عن ذلك شيئا.
النائب العام: ستنشر غدا على الاغلب .
الرئيس: ( ترتجف شفته من الغضب) واستجوبتهم بدون اذن مني ولاعلم.
النائب العام: الحصانة تشملك وحدك ولاتشملهم.
الرئيس: واذا كان؟..
النائب العام: هل لي ان اذكر سيادتكم بان القضاء سلطة ثالثة في الدولة مستقلة عنكم تنفيذية وتستطيع ان تستجوب حتى..
الرئيس: حتى ماذا؟..
النائب العام : حتى الوزراء عن الوقائع غير سياسية..
الرئيس: لقد خرجت عن الحدود..
النائب العام: كلا يا سيدي وانا رقبتي جسرا لمسوؤليتي عن اي كلمة تفوهت بها.. لم اخرج عن الحدود وانما وصفت هذا الحدود
المائلة في كتب القانون وفي الدستور ذاته, الي اقسمتم سيادتكم اليمين على صونه ورعايته .
الرئيس: ( احمر وجهه وبنزق) حسنا ! حسنا! انتهت المقابلة.
النائب العام: مازلت انتظر جوابكم على طلبي تسليم التسجيلات ..
الرئيس: ان صح وجودها .. هه ! ان صح..
النائب العام: مفهوم سيادة الرئيس .. ان صح وجودها .. ان صح.
( يخرج).
***********

يتبع