هلا في الاردن
------------
توقفت النيران , وخمدت الحرائق , بعد أن أكلت الاخضر واليابس فى العاصمة العربية التى شهدت مجزرة تاريخية كبرى فى حق الانسان الفلسطيني .
وترك " ثائر " موقعه الاعلامي حاملا مدفعه , من بيت الى بيت , قاصدا زميلا له من ابناء العاصمة العربية , يختفي عنده لفترة يمكنه بعدها الخروج شمالا باتجاه المواقع الجديدة للقوات الفلسطينية , حيث اضطرت الغالبية العظمى من رفاقه للذهاب اليها بعد وقف اطلاق النار مباشرة .
كانت الساعة السابعة مساء عندما طرق الباب بخفة , وسمع صوت " هلا " ابنة زميله فى الموقع الاعلامي , وخطيبته منذ أشهر عدة والتى فتحت له الباب وأغلقته خلفه بسرعة وهى تطلب منه الحرص والحذر فى كل كلمة امام والدها الذي يدعي الوقوف مع الثورة بكل قوة , وهو ليس الا رجلا من رجال السلطة , ولحسن خظهما سويا لم يكن متواجداً فى البيت لحظتها , وتمكنت "هلا" من اقناع والدتها باخفاء الامر عن والدها حتى ساعات الصباح الاولى .
لم يكن من السهل اقناع الام بالامر الخطير , كما توقعت "هلا" و"ثائر" معاً , وانها لن تكتم سر وجوده عن الاب ان طال الوقت خلال ساعات الليل .‎, فقررت " هلا " ان توهم امها بان "ثائر" مصمم على الرحيل فى التو واللحظة على ان تنتهز فرصة انشغال امها فى المطبخ كعادتها لتخفى "ثائر" فى غرفة جانبية من المنزل , بعد ان اتفقت معه على ان تسرق مفاتيح سيارة والدها الرسمية الخاصة به وتسلمها له ليسافر بها خارج الحدود!!
وتمت العملية التى خطط لها "ثائر" و"هلا" سوية , انتقاما من والد "هلا" الذي جبن امام ارهاب السلطة , وخاف على نفسه فباعها لعله ينقذها وهو لا يعرف انه اضاع ذاته وشرفه وكرامته , وأول درس له سيكون على يدي ابنته "هلا" وخطيبها "ثائر" بعد ان يخطفا سيارته ويسافرا بها الى خارج الحدود سوية , ويكونان بهذا العمل , قد كسبا للثورة مدا ينتقم من الجزر الذي احدثته تلك المجزرة فى صفوفها .
ومع أذان الفجر , نهض "ثائر" الذي لم تغفل عينه للحظة واحدة طوال الليل , على وقع اقدام " هلا " وهى تحمل حقيبة متوسطة الحجم فى يدها , ومفاتيح سيارة والدها الرسمية فى اليد الاخرى , فأخذ منها الحقيبة وتسابق الاثنان باتجاه السيارة الواقفة على الرصيف المجاور للمنزل , وانطلقا بها الى الشمال سوية , ليعيشا الثورة بأمل جديد ..!