ألعاب رمضان من وحي الانتفاضة
--------------------------------------------------------------------------------
هذا الموضوع وصلني على إيميلي و أعجبني كثيرا
أحببت مشاركتكم فنقلته لكم .................
فلسطين.. ألعاب رمضان من وحي الانتفاضة
بتكر أطفال فلسطين ألعابًا جديدة يتسلون بها خلال ليالي شهر رمضان الحالي الذي يصادف دخول انتفاضة الأقصى عامها السادس؛ فبدلا من اللعب بفوانيس رمضان تحولوا إلى ابتكار ألعاب منتفضة. فمع اقتراب أذان المغرب ودخول موعد الإفطار تملأ أصوات انفجارات صغيرة أجواء المدن الفلسطينية، في بداية الأمر كان الأهالي يعتقدون أن مصدرها هو إطلاق رصاص من قوات الجيش الإسرائيلي، أو أن مصدرها قنابل يلقيها رجال المقاومة الفلسطينية على دوريات الاحتلال التي لا تفارق شوارع المدن الفلسطينية. غير أن تكرار تلك التجارب من قِبل أطفال فلسطين لفت الأنظار إلى ابتكارات جديدة للأطفال يستغربها حتى الأهالي. ويقول الطفل خالد سليمان -13 عاما- من الحي الشمالي في مدينة طولكرم، وكان أول من صنع عبوة من ابتكاره الخاص في أول يوم من أيام رمضان وانتقلت (وصفته) بشكل سريع جدا بين أطفال المدينة: إن عدم توفر الأموال من قبل الأهالي للأطفال في رمضان الجاري مثلما كان في العام الماضي؛ حيث كانت ألعاب الأطفال مكونة من (الفوانيس) و(المضيئات) وأنواع (المفرقعات) المختلفة، دفع به إلى ابتكار نوع جديد من (المفرقعات)، يصنعه مما هو موجود في البيت بدون أن يكلف العائلة (شيكلا) واحدا. ويضيف خالد أنه يصنع مفرقعاته التي يختار لإطلاقها أوقاتًا تعقب انطلاق مدفع إفطار رمضان من مواد تنظيف موجودة داخل البيت مع كبريت وخيطان خاصة يجمعها معا في أنبوبة عصير زجاجية، ويشعل فيها النار. ويفخر خالد بأنه كان صاحب هذا (الاختراع) الذي وفر على الأهالي عناء الصرف على أطفالهم لشراء احتياجات رمضان. ويقول الطفل حازم زيتاوي -12 عاما-: إنهم أدخلوا العديد من (التحسينات) على عبوات رمضان الجديدة، مضيفا أنه وزملاءه يشعرون بالفخر؛ حيث تهرب الدوريات الإسرائيلية التي تجوب شوارع المدينة عندما تسمع أصوات الانفجارات المتلاحقة التي تنطلق من ألعاب أطفال فلسطين؛ ظنا منهم أنها عبوات ناسفة أو قنابل من صنع المقاومة الفلسطينية، خصوصا أن أصوات الانفجارات المنبعثة من مفرقعات الأطفال تكون مدوية. ويضيف حازم أن أطفال فلسطين في مختلف المناطق -كما أخبره زملاؤه- باتوا يبتكرون ألعابا لها علاقة بالانتفاضة التي تستحوذ على تفكيرهم جميعا، مدللا على ما يستعمله أطفال البلدة القديمة في نابلس، وينوه أنه وغيره من الأطفال يشعرون برغبتهم في تقليد شبان الانتفاضة الذين ابتكروا العديد من الأساليب لمقاومة دوريات ودبابات الاحتلال. ألعاب منتفضة ومن ناحيته يقول الدكتور (ماهر أبو زنط) أستاذ علم الاجتماع بجامعة النجاح الوطنية في نابلس: إن التأثر بالانتفاضة شمل العديد من جوانب حياة الأطفال في فلسطين، حتى ألعابهم التي باتت مستقاة مما يرونه على أرض الواقع، وعلى شاشات التلفاز من أساليب مقاومة الشبان للاحتلال. ويرى أبو زنط أن هذا التحول طبيعي في ظل وضع مسيطر على تفكير الأطفال الفلسطينيين الذين باتت مشاهد الانتفاضة وفقدان آبائهم وإخوانهم تلعب الدور الأساسي في تحوير سلوكهم. ولا تتوقف ألعاب أطفال فلسطين في رمضان على (صنع العبوات) الصوتية بل تتعداها إلى إشعال النيران في مادة (الخريص) التي تستخدم للتنظيف في البيوت، فتصدر أضواء جميلة لافتة للأنظار، ويتبعها تقسيم الأطفال أنفسهم إلى قسمين: قسم عرب وقسم يهود، يدخلون في معركة بأسلحة بلاستيكية أو خشبية، وينتصر في النهاية العرب.
اللهم أنصر الإسلام و المسلمين واهزم أهل الشرك أعدائك و أعداء الدين
عن
مصطفى رمضان-جنة الاعشاب