كتب مصطفى بونيف


لماذا أصبحت ساخرا ؟

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


بلا شك فأنا أعرف تماما أنني لست (كاتبا كبيرا) ، ولا ( كاتبا صغيرا) ، ولم يسبق لي بأنني تصورت في نفسي العقاد ولا طه حسين .
بعد حصولي على الليسانس بدأت رحلة ( الصيف والشتاء) ، البحث عن وظيفة ...
قال أصدقائي وهم ينصحون :
- يا موس العب كرة قدم ، فنحن في بلد يعيش فيه اللاعب حياة أعز وأكرم من حياة دكتور في الفيزياء النووية .
وبعد وساطات وعلاقات هنا وهناك ..نجحت في الدخول إلى أحد نوادي كرة القدم.
كنت ألعب لدرجة أن الفريق الخصم كان يعتبرني واحدا منهم.
أمسكني المدرب من رقبتي قائلا ( يا موس يا ابني هل تعرف بأن كلتا قدميك شمال ؟، ابحث عن قدمك اليمين وتعال لتلعب معنا ) .
وكاد المدرب أن يكسر قدمي لولا أنني خرجت مسرعا من الملعب .


نصحني الأصدقاء ( يا موس ، الغناء مكسبه جيد ، نحن في زمن يعيش المغني حياة كلها عزة وكرامة ، أفضل من العلماء والمفكرين ) .
- ولكن صوتي ، من أنكر الأصوات ..أكرمكم الله !.
- يا موس ، عن أي صوت تتحدث ، الغناء هذه الأيام يكون بالجسم الجميل والقوام المتناسق ...و برامج الكمبيوتر بإمكانها أن تجعل من صوت الحمار كصوت البلبل !
- ولنفرض أن برامج الكمبيوتر نجحت في تحويل صوتي إلى عندليب ، ماذا نفعل في حكاية الجسم المتناسق ..لا أحب أن ينصحني أحد أن أضحي بختم جودة الرجولة لأغيرها بمؤهلات نانسي أو روبي !!.
وبعد أخذ ورد ...أخرجوني بنيو لوك ..على طريقة حيلة أمه ( تامر حسني)..
وإذا كان العندليب قد بدأ مشواره بأن قذفته الجماهير بالبيض الفاسد والطماطم لأن الجماهير في حينها كانت مرفهة ...فأنا الجماهير المستضعفة في القرن 21التي تحارب في لقمة عيشها ضربتي بالجزم والشباشب القديمة !!.
خرجت من المسرح وأنا أغني ( فطريقك مسدود مسدود مسدود ) .

وقفت إحدى الفنانات على المسرح وهي ( لابسة من غير هدوم) ..تحت هتاف الجماهير ..ثم أدارت لهم ظهرها ...
صرخت ( ما الذي ستفعله هذه المجنونة ..؟؟)
فقال لي صاحبي ( لا شيئ ستغني لنا رائحة ليه بيداري كده ).
انحنت الفنانة ..إلى الجماهير ووجهها نحو الفرقة الموسيقية التي بدأت تعزف بشكل هستيري ...
- يا ست ، الحمام من هناك ...ما الذي ستفعله بالضبط هذه المجنونة ؟.
خرجت من المسرح هاربا ..بعد أن وصل ريح الأغنية إلى أنفي قبل أن يصل إلى أذني !!....لأننا في زمن نعرف فيه الأغنية من رائحتها ، لا من كلماتها ولا ألحانها ، وكلما كانت الرائحة أقرب إلى رائحة الحمام ، كانت الأغنية أفضل ، ويوزع لها أكبر عدد من الأشرطة ( الورقية طبعا ) .

نصحني أصدقائي ( لماذا لا تعمل داعية ؟، يقولون أن المكسب منها مثل الشهد ، وأنت شاب مثقف ، ومهنة الداعية في هذه الأيام لا تتطلب سوى صوتا قويا يخرم الميكروفون ..ورأس مالها لحية كثيفة ، وعباءة ..لا داعي للمسبحة لأنها بدعة ).
- يا جماعة ، هل تعرفون ما الذي يحدث للدعاة ، هل قرأتم كتاب ( البوابة السوداء )؟ ، وماذا حصل للدعاة أيام الكشك ، والقرضاوي والغزالي ، كان الأمن ينتف لحاهم بمقص الأظافر ...ثم أنا شاب على باب الله ، عندما أرى عسكري المرور يصفر ، يصفر وجهي و أصاب بتلبك معوي ...ولو طلب مني أحدهم بطاقة الهوية في لجنة تفتيش يرتفع لي الضغط والسكر ...واحتمال لو قالوا لي قل ( يعلوا هبل ) سأقولها من الخوف ...العمل في الدعوة يقتضي الشجاعة والتضحية وأنا شاب لا يريد أن يقابل الله بدون زواج ..!!.

ضحك أصحابي وقالوا : " إطلاقا ..الدعاة اليوم في رخاء ونعيم ، يمتلكون الفضائيات ...كل الحكاية أن تجلس على مكتب وخلفك صورة للكعبة المشرفة ، وتحتك شريط لرسائل الجوال ..وأنت تفتح كتابا وتقرأ منه ...
فإذا ربطوا الاتصال بالخليج العربي ..وسألك المتصل في مسألة فابتسم في وجهه وقل له حلال ...أما إذا سالك متصل من مصر أو المغرب كشر في وجهه و اقفل الخط وقل له حرام وبدعة ...ولك نصف مداخيل رسائل الجوال ، وعقاقير القوة الجنسية ، وعسل السدر الجبلي ...الذي ستقوم بالترويج له ، وإياك أن تذكر الحكام بسوء ...أو أن تدعو عليهم ، أدع على أهلك ، على هذا الشعب الفاسق المارق ..أما الحكام ورجال الأعمال ..فلا ! " .
عزيزي القارئ ...أنا هنا لا أعمم ...!
طبعا ...لا أستطيع أن أكون داعية دون أن أدعو على الحكومات العربية ،إلهي وأنت جاهي ننام في الليل ونصحو في الصبح فنجدك قد أخذتها أخذ عزيز مقتدر !

ذهبت إلى المقهى ...وجلست أتأمل التلفزيون ...وبينما كان صاحب المقهى يقلب القنوات الفضائية ...أدركت أن الشعب العربي إما لاعبون ، أو مطربون بخلفياتهم...فالمطرب الجيد يعرف بخلفيته الحضارية ، أو دعاة فضائيات !!
ومن يومها ...قررت أن أصبح ساخرا .

مصطفى بونيف



********************
ردي:
السلام عليكم
توقفت جريدة الدومري لانها كانت تقدم الوضع المعاشي العربي بطريقة ساخرة بامتياز..
والحياة العائلية فترت لان الزوج المصون لايريد ان تنصرف زوجته عنه
لا في عالم الدعاة ولا في عالم الكتابة ولا في عالم ال..
يعني من المطبخ للقبر على طول يعني اذا حضرتك عرفت طريقة للادب الماخر قصدي الساخر نحن نروح فيييييييييييييييييين؟
وحسبنا الله ونعم الوكيل