كيف تكتب شاعريتك

أخترت هذا العنوان لأميزه عن العنوان الشائع :" كيف تكتب الشعر " والذي يرتكز مضمونه على الناحية الشكلية للقصيدة. بينما هنا يتناول الحديث الجمالية الشعرية لفظا وصورة ومضمونا.
صلب هذا الموضوع وارد بالإنجليزية على الرابط
http://www.wastelandmag.net/arabic_poetry-1.html


وهو في أصله موجه للقارئ الغربي وحول الشعر المرسل في غالبه، ولهذا نجده يتحدث عن كتابة الشعر بينما اعتاد العرب الحديث عن إنشاد الشعر الذي كان لديهم في الجاهلية إلهاما على الأغلب، وما ينبغي لذلك أن ينسينا حوليات زهير بن أبي سلمى التي كانت تستغرقه القصيدة منها عاما من المراجعة والتعديل.

ترجمت بدقة حينا وبتصرف قليل أو كثير حينا وأضفت من رأيي ما حسبته مناسبا حينا. محاولا أن أجعل الموضوع قريبا من القارئ العربي ومفيدا له.


كان الشعر وما يزال واحدا من أهم الطرق التي يعبر المرؤ بها عن نفسه، وفيه يدع الكاتب عواطفه تتدفق بصورة شعرية موسيقية. وتتمازج هذه مع المفردات التي يختارها الكاتب بعناية.
ليكون الناتج في النهاية ضفائر مجدولة بعناية من الكلمات والعواطف تزين الصفحات.

وهذه بعض النصائح:

صلح أشعارك :

كما يلمع تكرر المسح الجوهرة، كذلك مراجعة الشعر تجعله أجود، لا تتردد في شطب بيت أو أكثر، واقصر قصيدتك على أبيات قليلة، وانظر في أمر ما تقدم منه وما تؤخر. فهذا جزء ضروري من عملية إبداع الشعر

الكلمات المناسبة

لعامل الاختصار في الشعر فإن كل كلمة فيه لها أهمية وينبغي أن يتم اختيارها بعناية كبيرة، وفيما يلي بعض النقاط التي تساعدك على حسن الاختيار
ضع حدودا لغايتك.: يحسن التركيز على جزء من الأفكار العظيمة كالحب أو الظلم، وعن أي نوع منهما نتحدث.

أكتب حول موضوعك:

هل شعرك عن الحب؟ إذن لا تستعمل كلمة (الحب) فقد أصبحت كلمة مطروقة وبدلا من ذلك صف مشاعرك بدقة، وخلّ بينك وبين بؤرة موضوعك مسافة ذكية.

القافية:

لا ينبغي على المبتدئ أن ينظم أبياتا متعددة على نفس القافية، بإمكانه أن يجعل كل بيتين من قافية واحدة، وبالتدريج والمران والجهد ستزداد حصيلته اللغوية ويزداد عدد الأبيات التي ينظمها من قافية واحدة.
كما أن الكلمات التي تنتهي بأحرف كالميم والنون والقاف واللام والراء تكون أوفر وقافيتها أسهل.
لا تتردد في شطب بيت أو أكثر، واقصر قصيدتك على أبيات قليلة، وانظر في أمر ما تقدم منه وما تؤخر. فهذا جزء ضروري من عملية إبداع الشعر

دور الخيال والعاطفة:

سواء كان موضوع شعرك الطبيعة أو الحب أو الفراق أو سوى ذلك، فعليك أن تغوص تحت سطح الأشياء.والأحداث فأنت لا تكتب تقريرا إخباريا موضوعيا عن نشاطك اليومي، ولكنك تكتب انطباعك عن الأشياء والأحداث أو ما تريد أن توحي للقارئ به حول انطباعك عنها وتأثرك بها.
عاديا فلا بأس من إبداله بسواه مراعاة للقافية. الأمر هنا بين نص الحشو وكلمة القافية أمر توازن كالذي بين الفرامل ودواسة الوقود، وكما تتحكم ظروف الطريق في ذلك التوازن تتحكم ظروف النص من بناء وصورة في أمر توازن كلمة القافية مع نص العجز.
فكلنا يعرف القطار وإن كان وصفك لشكله وصوته وسرعته واقعيا فذلك نظم لا شعر، ولكنك إن جندت لوصفه عواطفك وخيالك، فتخيلت الناس عند بدء سفره يودع واحدهم الآخر، وأسبغت على القطار بعض الإحساس في تفاعله مع ما يشهد من حزن مودع أو فرحة مستقبل فرحت تناجيه من دواخل نفوسهم فذلك الشعر. وهنا تحضرني أغنية عبد الوهاب " يا وبور قل لي"



حتى تكتب الشعر يجب أن تكون لديك الرغبة للغوص في ذاتك، وعليك أن تكتب الحقيقة، حقيقة مشاعرك وآرائك بشكل عاطفي. وهذا أمر يصعب تعليمه، ولهذا سأركز على بعض الأمور الفنية في كتابة الشعر

تحاول أن تضيف جديدا، ولكنك تعلم أن شعراء كثيرين قد وصفوا شروق الشمس وغروبها، وتتساءل كيف لك أن تفكر في الكون بطريقة جديدة. ولكنك ستعجب لو علمت أن العديد من كبار الشعراء تصادفهم صعوبة اختيار الصورة والخيال.
عليك لتتقن الصورة والخيال أن تتصور موضوع شعرك، فإن كانت قصيدة عن شجرة فانظر إلى تلك الشجر، واكتب ما تحسه تجاهها بالتفصيل دون أن تترك أية جزئية، ما رائحة أوراقها؟ وإن كنت تصف النار فانظر إلى لمعان وتراقص لهيبها. راقب تفتح البراعم في الحديقة واستنشاقها الهواء، وأنظر إلى لهيب الشمعة البرتقالي يحتضن ويلتهم فتيلتها، هل تسمح صوت مضغ نيران في الموقد للحطب ؟ البرعم يبكي وهو يفارق بتلاته، والنار تزمجر تغيظا.
على الشعر أن يهيئ المسرح، وعليك أن تجتذب قارئك ليدخل معك رحاب القصيدة. ولهذا فعليك أن تتخيل المنظر والأحداث كفيلم.
راقب البرعم الطري، أعليه قطرات من الندى؟، ما لونه ؟ هل يرمز اللون لفكرة قصيدتك؟، أين مبعث الضوء؟ وفي أي اتجاه وإلى أين يمتد الظل، إسأل نفسك: إلى أي شيء يرمز الظل وما هي إيحاءاته ؟
عليك أن تنقل كل ذلك لقارئك. أنظر حولك، هل من طيور محلقة حول الحديقة؟.
دع الواقع والحقيقة للحظة، تلك الحديقة هي الحقيقة الآن. أغمض عينيك، وكن جزءً منها، استشق العبير، تلمّس البتلات وراقب واكتب.
الشاعر حالم، وأحلام اليقظة ضرورية لتبعث الحياة في قصصك وقصائدك. عندما أنهمك في الكتابة أحدق في الفراغ. الشعراء كائنات غريبة الأطوار أحيانا، وقد تعلمت حب هذه الغرابة. إن العواصف الدماغية تتيح للعقل أن يتنفس بحرية. ولا تدري متى يكون ذلك فاحتفظ معك بقلم وورقة ودون كل ما يخطر ببالك في تلك اللحظة عن موضوع قصيدتك.
الشعر رسالة مشفّرة، فلا تجعل الربط اللغوي مباشرا بين الأشطر والأبيات كما في النثر، واهتم بظلال المعنى اهتمامك بالمعنى.
لا تخضع لسلطان القافية فتغير تعبيرا جميلا لأنه لا يناسب القافية، ولا تهمل أهمية القافية. فإن كان التعبير جميلا فاجهد في إيجاد القافية التي تمكنك من الاحتفاظ به،ولا تغيره لأجلها، إما إن كان التعبير عاديا فلا بأس من إبداله بسواه مراعاة للقافية. الأمر هنا بين نص الحشو وكلمة القافية أمر توازن كالذي بين الفرامل ودواسة الوقود، وكما تتحكم ظروف الطريق في ذلك التوازن تتحكم ظروف النص من بناء وصورة في أمر توازن كلمة القافية مع نص العجز.
إن القاموس المحيط للفيروزبادي معين جيد في أمر القافية كونه مرتب على أساس الحرف الأخير

وللقوم قواميس للقافية فلو ذهبت للرابط:

http://www.rhymer.com/

وطلبت القوافي المناسبة لكلمة summer فسيزودك بالكثير جدا من الألفاظ كي تختار من بينها. ومن ذلك

One and two syllable End Rhymes of summer:

abler abner acre actor adder after aider alder altar alter amber ambler ampere anchor anger angler answer antler apter arbor archer ardor armor asher ashlar asker auger augur author aver azure babbler bachelor backer badger baffler bailer bailor baiter baker balder baler balker bander banker banner banter barber barer barker barter bather batter battler bawler beaker bearer

ألا يمكن فعل ذلك في العربية؟

أعرف ما هية البرمجه، وأجهل تفاصيلها وبهذا القدر من المعرفة أقول :بلا إن ذلك ممكن في العربية
من خلال مرجعية قاموس أو أكثر، كما فعلوا هم
ولعل في موضوع القافية رقميا ما يسهل ذلك.

http://www.geocities.com/alarud/75-qafeyah1-2.html

عاد بي ذلك إلى ما قرأت من سنوات في الخيمة فوجدت هذا للأستاذ علي الغامدي، فلعل ذكره هنا يكون حافزا للمواصلة.

ولعله يفيد في برنامج ما للشعر .