خرافة عشق على الطريقة الهندية
إلى من لها من التفاصيل الصغيرة مثل ما لميم

"ميم"سيدة التفاصيل الصغيرة
الابتسامة المُشرقة,الشفتان الهادئتان,العينان الثابتتان كأنما تختصران مسافات للتأمل,الوجه البلوري الخالي من المساحيق, جدائل الشعر الفحمي المنسدلة على الكتفين,مشية الحمام,الجسد المنحوت في تناسق تام,واللباس الرائع ببساطة...
بين البيت و المدرسة مسافة يومية تجتازها "ميم" مع رفيقاتها بقمصانهن البيضاء وحقائب كراستهن...و "ميم" بكل تفاصيلها
تلك سيدة يحق لها أن يجن بحبها..بجانب المقهى المقابل لباب المدرسة, يجلس إلى كشكه الصغير المصنوع وفقا للمقاييس والمحددات التي ينص عليها دلك الميثاق العرفي لبائعي السجائر المتجولين..ومع أن كشكه كذلك, فلم يحدث، أن غير هدا المكان..يقضي اليوم يدخن سجائره,يشعل الواحدة بمؤخرة الأخرى..يحرق ذاته..يخرب أدوات الآخرين..عيناه لا تزيغان لحظة عن باب المدرسة . في انتظار أن يرن الجرس مُعلنا خروج "ميم"
الليلة لم تنم "ميم" في البيت..هتك المجنون حجابا رهيفا فسقط لواء الشرف مضخما بالأحمر..أجهشت "ميم" بالبكاء..
همس المجنون أنت لي مند الأزل..أنا لست لغيرك إلى الأبد..لم تُعاندين هدا القدر الجميل؟؟قالت "ميم" العشق عملة وجهها العاشق و المعشوق.وأنا أعلن عصياني على قدر يجعلني وجها لعملة مشوه وجهها الأخر،
قال المجنون العشق أن تشعلا حبا حد الاحتراق..
ولطالما احترقت ..ولم تزيدي يا "ميم" إلا توهجا؟؟؟
استدرك العشق أن تشعل حبا حد الاحتراق؟



في المتسع الممتد أمام باب المدرسة,حيث يحتشد التلاميذ عند الدخول و الخروج,وقفت "ميم" مع ثلة من رفيقاتها الدائمات...
في الجانب الأخر للشارع,على بعد مسافة محدودة من المقهى وقف المجنون يتربص ..وعصى المجنون ربه فهمس خلقتها من نور,وخلقتني من نار.."ميم" يا معذبتي لست أنا من يموت وتحترقين من بعدي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ودعت "ميم"رفيقاتها وغادرتهن في اتجاه البيت..قد لا تجتاز الشارع..المجنون لا يجيد اللعب سوى بالنار..بارد هدا المساء..أضرم المجنون ناره للتدفئة..


في الشارع الشاهد على اختفاء بهاء "ميم" وقف المجنون أمام بناية من ورق في أعلى مدخلها إطار كتب عليه "نادي طوق اليمامة"..
فكر في ليلة سمر مع ألاف العرب مادا لو فاخرهم بصبابته؟؟؟
فتح الباب الأول و قرأ
أيها المجنون: يا لعنة بروميثيوس, يا سليل نيرون..
يا قائد المغول إلى بغداد..
لست قيسا..اسأل عمه هل فعلا أشعل الحي نارا..
لست عروة..اسأل عفراء فعندها الخبر اليقين..
طرد المجنون فكرة السمر ..وكما لو طرده احد,غادر البناية إلى الشارع..أخذ يجري ويلتفت يميتا و شمالا.اشتعل الضوء الأحمر قف؟
دخل بناية أخرى,من ورق أيضا..لكنها مصحة تؤرخ للجنون.وهناك وجد المجنون سريرا محجوزا باسمه.



هامش على رؤوس الشهداء...والمجانين
على السواء؟
يا نارا كوني بردا وسلاما على "ميم"
وسلاما على المجنون في المصحة..وباقة ورد عند رأسه؟