النقطة الصغيرة
سامرٌ تلميذ صغير، في الصفِّ الأوَّل..‏ يقرأ جيِّداً، ويكتبُ جيّداً.. لولا النقطة!‏
يراها صغيرة، ليس لها فائدة..‏ فلا يهتمُّ بها، عندما يكتب‏
وينساها كثيراً، فتنقص درجته في الإملاء‏
يعجبُ سامر، ولا يعرف السبب!‏ يأخذ دفتره، ويسأل المعلِّمة:‏
أين أخطأت؟!‏ فتبتسم المعلِّمةُ، وتمدُّ إصبعها، وتقول:‏ -هذه الغين.. لم تضع لها نقطة‏ وهذه الخاء.. لم تضع لها نقطة‏
وهذه، وهذه..‏ يغضب سامر، ويقول:‏ من أجل نقطة صغيرة، تنقصين الدرجة؟!‏
قالت له:النقطة الصغيرة، لها فائدة كبيرة ‏ قال سامر كيف؟!‏
قالت المعلمة هل تعرف الحروف؟ ‏قال: أعرفها جيداً‏ ... قالت المعلِّمة:‏ اكتب لنا: حاءً وخاء
كتب سامر على السبّورة: ح خ‏ .... قالت المعلِّمة:‏ ما الفرق بين الحاء والخاء؟
تأمّل سامرٌ الحرفين، ثم قال:‏ الخاء لها نقطة، والحاء ليس لها نقطة ... قالت المعلّمة:‏ اكتبْ حرفَ العين، وحرف الغين
كتب سامر على السبورة: ع غ‏ ... قالت المعلمة ما الفرق بينهما؟
الغين لها نقطة، والعين بلا نقطة‏ ... قالت المعلّمة:‏ هل فهمْتَ الآن قيمَةَ النقطة؟
ظلَّ سامر صامتاً، فقالت له المعلّمة:‏ اقرأ ما كتبْتُ لكم على السبورة‏
أخذ سامر يقرأ:‏ ماما تغسل‏
ركض الخروف أمام خالي‏ وضعَتْ رباب الخبزَ في الصحن... قالت المعلِّمة:‏اخرجي يا ندى، واقرئي ما كتب سامر‏
أمسكَتْ ندى، دفترَ سامر، وبدأَتْ تقرأ، بصوت مرتفع:‏ ماما تعسل
ركض الحروفُ أمام حالي‏
وضعَتْ ربابُ الحبرَ في الصحن‏
ضحك التلاميذ، وضحك سامر‏ .... هدأ التلاميذ جميعاً، وظلّ سامر يضحك..‏ قالت المعلِّمة:‏ هل تنسى النقطة بعد الآن؟‏
قال سامر: كيف أنساها، وقد جعلَتِ الخبزَ حبراً،‏ والخروفَ حروفاً