و ها هوَ الضيفُ قد زارَ المُحبِّينا

أضحى الوصالُ بديلاً عن تنائينـا
و طابَ من بعدِ هجـرانٍ تلاقينـا

وقدَّرَ اللهُ أنَّ الغُصْنَ مـا يَبِسَـتْ
وأينعـت زهـرةً أُخـرى تُزكِّينـا

فالحمدُ والشكرُ للرحمن.. ما سطعت
شمسٌ على الكونِ.. أو هَلَّت ليالينـا

أفاضلَ الجُودِ..مَنْ للجودِ؟ فاستَبِقُوا
فهاهوَ الضَّيفُ قـد زارَ المُحِبّينـا

وإنـه نـازلٌ فيـنـا ومُرْتَـحِـلٌ...
ولستُ أدري... أَأُخرى نازِلٌ فينـا؟

فصاحبُ السبقِ : من يعطيهِ ما ملكت
نفسٌ من الخيرِ.. في ركبِ المطيعينا

وليـسَ يكرمُـهُ إلا الغَنِـيُّ تُقَىً..
وليـسَ يُكرمُـهُ إلا المُصلّـونـا

كأنني فـي قلـوبِ المؤمنيـنَ إذا
هبَّت نسائمُـهُ أضحـت رياحينـا

وهذه العين.. ما للعينِ مـن لُغَـةٍ
سوى الدموعِ .. نراهـا فـي مآقينـا

فأَطْلِقُـوا دمعـةً منهـا بِمَقْـدِمِـهِ
و ضاعِفُوا دمعةً تمحو معاصينـا

وأشعلوا الدمعة الحَرَّى .. إذا انْطَفَأَتْ
شمسُ الفَضِيـلِ .. لعـلَّ اللهَ يُنْجِينـا

و وَفِّرُوا دمعةَ النَّدمـانِ .. مَـرَّ بـهِ
شهرُ الصيامِ .. ولـم يُعتقْـهُ بارينـا
.
.
.



م / مؤيد حجازي