السؤال الثامن:
دعاة اليوم والتجديد عنوان أطّر معظم المنافذ الثقافية والإعلامية ،إلى أي حد ترين انه فعلا قد جرى التجديد لصالح الأمة والجيل؟ والتجديد صفة ميز بها الجمهور الائمة الكرام: الجفري وعمرو خالد مارايك بهذه الصفة؟ وهل فعلا يعتبرون مجددين وكيف؟

الجواب الثامن:

هناك حديثين للرسول صلى الله عليه وسلم، إن فهم المسلم معناهما لوضعت كثير من النقاط على الحروف. مختصرالحديث الأول:"أن كل مسلم على ثغر من ثغور الإسلام فإن حمى كل مسلم ثغره كان الإسلام بخير". ومختصر الحديث الثاني:" خاطبوا الناس على قدر عقولهم" أنا أعتبر أن كل عالم من أمتنا يحمي ثغر من ثغور الإسلام! كل واحد له جمهوره الذي يفهمه ويعشقه ويلين قلبه على يده. إن الدكتور عمر عبد الكافي مثلاً موسوعة إسلامية بشرية، من النادر أن تجد له أخطاء، وأنا من الناس الذين يسعدون بالإستماع إليه. ولكن هل يستطيع عمر عبد الكافي أن يفعل مايفعله عمرو خالد بشباب المسلمين؟ أنا أجزم أنه لايستطيع لأن الزاوية التي يطل عليها ثغر الدكتور عمر عبد الكافي تختلف تماماً عن الزاوية التي يطل عليها ثغر الدكتور عمرو خالد! فعمرو خالد يرى من ثغره الشباب والشباب فقط، وهو يعمل المعجزات مع الأجيال الناشئة، لقد عمل مالا يستطيع عمر عبد الكافي أن يعمله من ثغره، لقد خاطب الجيل الجديد على قدر عقولهم، كلمهم بلغتهم، نزل إليهم بلغته العاميه بلهجته المصرية المحببة، فغزا قلوبهم قبل عقولهم، رغم أن عمر عبد الكافي عملاق اللغة العربية والموسوعات الإسلامية، ولكن الجيل الجديد لايقدر هذا الكنز الذي عنده لأنه لايفهمه، فاللغة حائل والعمر حائل. أنا أطالب كل إنسان يحب الله واليوم الآخر أن لايهاجم أحد يدعو إلى الله بإخلاص ولوأخطأ. فمثلاً لوأخطأ عمرو خالد بمعلومة وأراد عالم آخر تصحيحه؛ أتمنى أن يصححها له دون ذكر إسمه، ليقول مثلاً إن هناك داعية من الدعاة قال كذا وكذا وهوغلطان وأنا أتمنى أن يصحح غلطه والجواب هو كذا وكذا، لأن الهدف هو وصول المعلومة الصحيحة للناس فلايجب أن تكون وسيلتنا التجريح ببعض، نحن كلنا جنود نعمل لله، وإن لم نساند بعضنا البعض لخسرنا معركة الإسلام امام الكفر؛ فلعل هناك شخص تائه كل حياته، انشرح قلبه لكلمات عمرو خالد؛ فعندما يسمع عالم آخر يجرحه ويسفهه، ممكن أن يخلق كلامه شعورعدم ثقة تولد نفور تجاه عمرو خالد في قلب ذلك الشخص الذي يحبو في درب التوبة، فيكون سبب ضياعه مرة أخرى. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الرجل ليقول الكلمة يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً لايلقي لها بالا"! وكما أن عمر عبد الكافي لايستطيع أن يعمل مايعمله عمرو خالد وكذلك عمرو خالد لايستطيع أن يعمل مايعمله عمرو عبد الكافي وهكذا.
هناك نموذج من نوع آخر من الدعاة أيضاً، يختلف عن الدكتور عمرو خالد والدكتور عمر عبد الكافي أحب أن أذكره، وهو نموذج الدكتور محمد راتب النابلسي الذي يخاطب عقل المثقف وقلبه معاً في أي عمر كان، بما يقدمه له من إثباتات علمية لعلوم القرآن والسنة، أستطيع أن أقول أن لا عمرو خالد ولا عمر عبد الكافي يستطيعا أن يعملا مايعمله الدكتور النابلسي.
إذن نستطيع أن نقول أن كل عالم مهما كانت درجة ثقافته وعلمه، وأين ماكان وطنه؛ إن استطاع الوصول لقلوب فئة ما من الناس ليحولها من الكفر للإيمان أو من العصيان للطاعة فيجدد بذلك إيمانهم فإنه يستحق لقب مجدد بكل جدارة.