عن الجدار العازل، الذي أحالَ الضفّة إلى سجنٍ كبير.. والذي كلما شاهدت صورَهُ، وقد أحاق بإخوتي هناك .. ليحجبَ عنهم الماء والهواء والنور ..
شعرت بالاختناق .. والغُصَّة
إني هنا باقٍ .. رسوخَ النارِ ألسنةً بظهرِ الشمسْ
وجدارُكمٌ .. هشٌّ يباب
لولا غرسْتمْ أُسَّهُ حتى قرارِ الأرض
لو شِدتُّموه إلى السماء
مهما غَذيتُمْ بالحديدِ وبالسِّمَنت
أو لو أحلتُمْ متنَهُ قِطراً مُذاب
تاريخُكم - يا سادتي - كجذورِ لبلابٍ تعلَّقَ سنديانة
لن تمنعونا أن نثورَ اليوم
لن تمنعونا أن نُطاوِلَ في الكفاحِ الغيم
فلقد ركزنا جذرَنا في عُمق أعماقِ التراب
والأرضُ أرضي .. ثم إن العشبَ عُشبي .. والورود
فاسألوهم .. أيَّ وعدٍ قد قطعنا؟
وَعدُنا حقٌ قطعناهُ أمام الشمسِ والشُّطآنِ والكثبانِ كالجلمود
اسألوهم .. صدقَ هذا الوعدِ .. إن الوعدَ قادم
ليس ذاتُ الوعد .. بل ذاتُ المقاوِم
لا تحسبوا أنّي نسيتُ ذُرا صفد
وسهولَ عكَّا والجليلَ وبيتَ لحمٍ واللَّدد
هي .. كلُّ شبرٍ من ثراها .. موطني
حتى وإن قُلِبَ التراب
حتى وإن دُثِرت مآذنُ أو قباب
حتى وإن جاستْ أياديكم خراباً في السهولِ
وفي الهضاب
هي موطني .. وأنا خليطٌ من فلسطينَ الغُضار
آبى التحلُّلَ و التفكُّكَ، أيّ حينٍ في صروفِ الدهر قد طال المدار
تاريخُكم – يا سادتي – في آخر الأمر هباءٌ أو سراب
وجدارُكم .. هشٌّ يباب
هشٌّ يباب
21/5/2008