الماضي الجميل
ردا على قصيدة الشاعر محمد علي كنعان "الى كفر سوسة"
أجـدت الوصـف فلتـهـنأ " عـلـيـّـا " جـَنـيتَ مــنَ الثــّنـا رُطـبــًا جَنـيــّا
وحـزت السبـق فـي وصـف جلـيٍّ وقــفـتُ عـَليــهِ فـي دَهـَش ٍمـليـــّا
رجـعـتَ بنـا الـى مـاض ٍ جـمـيـــل ٍ وكــنـْتُ أظــنـُّهُ أمـــرًا عــصـيــّا
أثــرتَ لــنـا شـُجـونـًـا هـــامــداتٍ سنـَذرفُ بــعـدها الدّمـْعَ السخيـــّا
عــــلى مـاض ٍلــنا حُلــوٍ جـمـيــل ٍ أضـَعـْنــاهُ وكـــانَ بنــا حــَفـِيــــّا
بـأيــدينـــــا قـَـتلــنـاهُ وصِـــرْنـــا علــى أشــْلائــِهِ نــَبكي جثـِيـــــّا
فـــلا الـتـنــورُ عـــادَ لــنا تــُراثــًا نســينـــا خـُبـْزَه ُنســيـا زريــــّا
وأصــبـحَ بيــنـنا أثــرًا عـــتــيقــًا بــَدلــنـاهُ فـــأضــْحـى أجنـبيـــّا
ولا النسوانُ عادتْ ك"ام يوسفْ" ولا الجــاراتُ باتـَتْ مثـل "ريَا"
ولا الشـحـرورُ تـلــقـاهُ غــريــــدًا ولا الــطَـلّ ُالنــديّ ُغــدا نـديــّا
وطــعـمُ الخــُبــز ِمــُرٌَ عــَلقــمــيّ ٌ وحــقـا لـمْ يـعـُدْ خـُبْزًا شـهيــّا
ولا عــِنـَبُ الــدوالـي بــاتَ حــلوًا كـَعـَهْدي فـيـهِ حـلوًا سـُكريـــّا
تمـاهتْ"كـَفـْرُ سوسة" ثـمّ ذابـتْ وما عــادتْ لــنا حــَيـّـًا بـَهــيّـــا
لـها فــي "معجم البلدان" ذكـــرٌ ووصــفٌ يـَبـهـرُ المرْءَ الذكيّــا
طبـيعتـها الجـميلـة ُقـدْ أبــيــد تْ وقــدْ كــانتْ بسـاطـًا سندسيـــّا
تبـدّ دَ كــلُ حـــلو ٍكــانَ فــيــهـــا فـَبـتّ ُلــحـالــها ليـْلي بـَـكـيـــّا
عـَـداهــا مــنْ بنــي التجّّار ِعـا د ٍ فــَحَوّلَ صـُبْحَـها ليـلاً عـميـــّا
وصـارتْ أرضــها أرضـًا يبــابــًا وكــانـَتْ قــَبـْلُ مـِعـطاءًِ وَرِيــّا
ومـاعـُدنــا نـرى فيها "فـَـراشًا" ولا نـَبْتــًا ولا عشـبــًا طــَرِيــــــّا
ولا "قـطـًا" يمـوءُ بجنح لـيـل ٍ ولا"ديكا" يصـيحُ يـقولُ هـيــــــّا
ولا فـيها "خـروفٌ"كـانََ يـَرْعى ولا"العـلـجومُ"يُسْـهـِـرُنا عشيّـــا
ولا المـحراثُ بــاتَ يشـقُّ أرضـًا ولا الأنــهارُ تـَروي الآنَ حيــــّا