عبدَ السّراب ..

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

***

إِنْ كُنْتَ يَا عَبْدَ السَّرَابِ
تَلُوذُ لِلإِفْكِ الَّذِي نَثَرَتْهُ أَطْمَاعٌ بِقَلْبِكَ..
فَـاسْتَقـِمْ..
إِنَّ الحَيَاةَ.. شَمَاتَةٌ وَ جِـرَاحُ

**

إِنْ كُنْتَ تَحْلُمُ بِالسَّلامِ..
وَ تَقْتَفِي أَثَرَ السَّعَادَةِ وَ الهَنَاءِ..
فَإِنَّـمَا..
مَحْضُ السَّذَاجَةِ.. أَنْ تُجَمَّعَ بِالأَكُفِّ.. رِيَاحُ

**

أَوْ كُنْتَ تَرْنُو لِلْحَقِيقَةِ تَبْتَغِي هَمْسَ الصَّفَاءِ..
وَ تَجْتَبِي لأَنَاكَ لَحْنَ النَّسْمَةِ الغَنَّاءِ فِي رُطْبِ الجَنَى..
فَلَعُمْرُكَ الأَهْوَاءُ فَاقِدَةُ البَصَرْ..
هِيَ عِنْدَكَ الأَصْوَاتُ كَالدَّلْقِ الخَطِيفِ مَشِيجَةٌ
وَكَذَاكَ يَفْعَلُهَا الزَّمَانُ فَيَفْتَرِي..
بَعْضُ الصَّهِيلِ .. نُبـَاحُ

**

وَلَوِ امْتَطَيْتَ دَقَائِقَ البَسَمَاتِ تَرْفُلُ فِي الوَرَى..
وَ تَخَالُ أَنَّ العُمْرَ أَفْجَـى.. كَالسَّحَابَةِ دَرُّهُ..
فَقِصَاصُكَ السُّمُّ الزِّعَافُ.. سَتَفْتَدِيهِ بِأَلْفِ أَلْفِ بَسِيمَةٍ..
فِي كُلِّ أَلْفٍ.. نَكْسَةٌ وَ نُـوَاحُ

**

ذَرْنِي أَبُحْ لَكَ فِي الزَّمَانِ وِشَايَـةً :
" إِيَّـاكَ تَجْنِي مِنْ سُرُورِكَ مَغْنَمًا..
فَيَسُوقَكَ الظَّنُّ المُؤَثَّمُ عِـزَّةً..
وَ العُمْرُ أَطْيَافٌ تَهِيمُ إِلَى الشَّقَاءِ..
تَقُولُ لِلسُّفَهَاءِ.. نَادُوا فِي القُلُوبِ العَاشِقَاتِ وَهَلِّلُوا :
( شَمْسُ الهَوَى.. مِصْبَـاحُ )..! "

**

مَوْتُ الجَنِينِ بِبَطْنِ أُمِّهِ.. قَائِل لِلنَّاسِ :
" يَـا أَبْنَاءَ آدَمَ فَكِّرُوا..
لَوْ أَنَّ لِلْعُمْرِ الزَّهِيدِ كَرَامَةٌ..
مَا هَانَ فِي لَيْلِ البُطُونِ.. صَبَـاحُ..! "

**

وَ انْظُرْ إِلَى اليَرَقَاتِ فِي أَغْصَانِهَا ..
سِتْرًا..تَزِيدُ مِنَ المَخَاضِ و تَنْتَشِي..
وَ تُحَالُ مِنْ عُمْرٍ إِلَى عُمْرٍ لِتَنْشُرَ فِي الوُجُودِ فَرَاشَهَا..
لَكِنَّمَا كَـدْيُ الزَّمَانِ فَجِيعَةٌ..
هِيَ لِلْطُّيُورِ الخَاطِفَاتِ سَلِيجَةٌ..
مَا إِنْ تَفَتَّحَ فِي الهَوَاءِ .. جَنَـاحُ

**

لَـنْ تَمْلأَ المُقَلَ الشَّغُوفَةَ بِالهَنَـا..
حَتَّى تَصِيرَ البَغْلَةُ العَرْجَاءُ أُمًّا لِلْفَصِيلِ.. يُرِيدُهَا..
وَ يَؤُمَّ بَطْنَ الغَابِ دِيكٌ أَعْوَرٌ..
وَ يَنُوبَ زَأْرَ اللَّيْثِ فِي وَسَطِ الدَّجَاجِ.. صُيَاحُ..!

**

إِنْ كُنْتَ تَحْلُمُ بِالسَّلامِ..
وَ تَقْتَفِي أَثَرَ السَّعَادَةِ وَ الهَنَاءِ..
فَإِنَّـمَا..
مَحْضُ السَّخَافَةِ.. أَنْ تُطَارَدَ فِي الدُّجَى.. أَشْبَاحُ.

***


زهير يونس
.
.