|
وَ هُوَ المَطلُوب !!
..
قَلبِي عَلَى وَتِدَ النَّوَى مَصلُوبُ=وَ دَمِي بِكاساتِ الهَوَى مَسكُوبُ
وَ أَنا بِجَمرِ المُقلَتَينِ حَشاشَتِي=مَصهُورَةٌ خَلفَ الضُّلُوعِ ؛ تَذُوبُ
رَشَأٌ بِأَفكارِ القَوافِي تَغتَدِي=فَيَهُزُّنِي بِغُدُوِّها الأُسلُوبُ
وَ الياسَمِينُ بِكَفِّها يَجتاحُنِي=وَ يَلُفُّنِي مِن شَعرِها خَرنُوبُ
وَ خَلا الخَلاخِلِ لَستُ أَسمَعُ رَنَّةً=تَعدُو بِسَمعِي , وَ الخَيالُ طَرُوبُ
وَ عَدا الوُرُودِ بَخَدِّها ما هَزَّنِي=عِطرٌ , وَ لا مَرَّتْ عَلَيَّ طُيُوبُ
فَأُطِيلُ مَكثِي تَحتَ فَيءِ رُمُوشِها=وَ أَغِيبُ فِي تَلحاظِها , وَ أَؤُوبُ
وَ أَرَى نَجاحِي فِي الوِصالِ كَأَنَّهُ=مِعراجُ وَهمٍ ؛ وَ البُراقَ رُسُوبُ
وَ أَرَى الخَطايا قَدْ سَكَنَّ جَوارِحِي=وَ كَأَنَّ بَعضَ الأُمنِياتِ ذُنُوبُ !
فَأَشُدُّ جُرحِي ؛ غَيرَ أَنِّي نازِفٌ=وَ أَقُومُ لَكِنْ ظَهرِيَ المَحدُوبُ
وَ أُذِيعُ بَينَ النَّاسِ : ( إِنِّي غالِبٌ )=وَ أَنا - وَ يَعلَمُ رَبُّنا - مَغلُوبُ
لِأَقُولَ : ( إِنِّي ثابِتٌ ) قُدَّامَهُمْ=لَكِنَّنِي بِقَرارَتِي مَقلُوبُ
يَعطُو رَوِيُّ " الباءِ " نَحوَ قَصِيدَتِي=كَغَزالَةٍ بَينَ الحُرُوفِ تَجُوبُ
وَ الشَّوقُ يَربُضُ فِي " الصُّدُورِ " كَأَنَّهُ=ذِئبٌ ؛ لَهُ فِي القافِياتِ نُيُوبُ
أَتُرَى بِها - مِثلِي - احتِياجٌ ؟ أَمْ أَنا=وَحدِي بِها مُستَنزَفٌ ؛ مَعطُوبُ ؟
أَمْ أَنَّها تَشتاقُ لِي ؟ لَكِنَّها=تُخفِي هَواها ؟ وَ الفَتاةُ لَعُوبُ ؟
تَدرِي بِأَنِّي هائِمٌ فِي حُبِّها=وَ بِأَنَّنِي بِغَرامِها مَسلُوبُ !
وَ تُرِيدُ مِنِّي أَنْ أَتُوبَ ؟ وَ كَيفَ لِي=عَنْ عِشقِها - وَ هُوَ الحَياةُ - أَتُوبُ ؟
فَتَقُولُ لِي : ( أَينَ الهَوَى ؟ ) فَأُجِيبُها :=( تَحتَ الشَّغافِ - بِمُهجَتِي - مَكتُوبُ )
وَ يَرُدُّنِي التَّسآلُ نَحوَ هَزِيمَةٍ=مَقصُودَةٍ ؛ أُخرَى ؛ فَكَيفَ أُجِيبُ ؟
وَ تُلِحُّ فِي سُؤلِي , وَ لَستُ بِعارِفٍ=وَ تَقُولُ لِي : ( هَذا هُوَ المَطلُوبُ ! )
|
|